ف (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (١٨ : ١٠٤) حيث يرون السّوأى كأنها الحسنى ، بأعين عوراء وألسنة بكماء ، وقلوب عمياء والله منهم براء.
(تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ٦٣.
«تا لله» الذي كتب على نفسه الرحمة ومنها رسالة الوحي العاذرة (لَقَدْ أَرْسَلْنا) رسلنا تترى طول تاريخ التكليف لعامة المكلفين (إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ) من الجنة والناس أجمعين وسائر العالمين «أرسلنا» رسلا مبشرين ومنذرين من اولي العزم وسواهم (فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ) وهم الأكثرية الساحقة منهم «اعمالهم» ـ «فهو» كما كان قبل اليوم (وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ) : يوم البرزخ وإلى يوم القيامة الكبرى ، ولاية لصق بعض منه عليهم ، تترى منذ حياتهم الدنيا الى البرزخ والى القيامة (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) بما كانوا يعملون (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ ... لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ).
وقد تعني «هم» في «وليهم» ـ ضمن ما عنت من الغابرين ـ الحاضرين منهم والمستقبلين ، ولاية حاضرة على مدار الزمن وطول خط التكليف على من زين لهم اعمالهم ف «اليوم» إذا يومان ، يوم الحاضرين دنيا ، ويوم الغابرين برزخا وأخرى ، وكما سوف يأتي الأخيران للحاضرين كما الغابرين.
إذا ف «هم» في «وليهم» تعم الغابرين وسواهم من حزب الشيطان ، و «اليوم» تعم النشآت الثلاث حسب المحتملات ، يوم الدنيا ويوم البرزخ ويوم الدين ، ولكنما الأخيران في ولاية العذاب الذي هم فيه مشتركون «أنهم في العذاب مشركون».
(وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ٦٤.