لِلشَّارِبِينَ)(١).
ولماذا (مِمَّا فِي بُطُونِهِ) والانعام جمع نعم مؤنث لا تقبل إلّا «ها» وفي المؤمنون «بطونها» : (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ) ٢١ فكيف تكون هنا «هو» وهناك «ها»؟.
«هو» هنا و «ها» هناك تدلاننا على انهما بمكانة من الصحة دونما تأويل (٢) ، فالأنعام ـ إذا ـ جمع واسم جمع ، واختلاف الضميرين علّه اعتبارا بالأمرين ، والقرآن هو مصدر الأدب لكل اديب وأدب ، وحتى إذا كان جمعا دون إفراد فإرجاع ضمير التأنيث ضابطة شاملة ـ فقط ـ في المؤنثات الحقيقية ، وتأنيث الجموع المكسرة كالأنعام مجازي يسوغ في ضمائرها
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ١٢٢ ـ اخرج ابن مردوية عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي كبشة عن أبيه عن جده ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ... ورواه في الكافي عن القمي عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس احد يغص بشرب اللبن لان الله عز وجل يقول : ...
وفيه بسنده عمن ذكره عنه (عليه السلام) قال قال لي رجل اني أكلت لبنا فضرني قال فقال ابو عبد الله (عليه السلام) لا والله ما يضر لبن قط ولكنك أكلته مع غيره فضرك الذي أكلته فظننت ان اللبن الذي ضرك ، وفيه عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن يحيى بن ابراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن جده قال : شكوت الى أبي جعفر (عليه السلام) ذربا (فساد المعدة) وجدته فقال لي ما يمنعك من شرب البان البقر؟ وقال لي : اشتريتها قط؟ فقلت له نعم مرارا فقال لي كيف وجدتها؟ فقلت وجدتها تدبغ المعدة وتكسوا الكليتين الشحم وتشهي الطعام فقال لي : لو كانت أيامه لخرجت انا وأنت إلى ينبغ حتى نشربه ، وعن الخصال عن امير المؤمنين (عليه السلام) قال : حسو اللبن شفاء من كل داء الا الموت (نور الثقلين ٣ : ٦٢ ـ ٦٣).
(٢) كتأويل المرجع في بطونه الى ما ذكر ، ولا يصح الا إذا كان عديدا ، واما المذكور الواحد فلا يسمح مذهب البلاغة ان يئول الى ما ذكر ، ونحن نجد في القرآن كثيرا مثله ونتخذه دليلا أصيلا لجواز مختلف الاستعمالات.