موته الاول وهو أرذل العمر ، أفلا يدل ذلك التنقل المعرفي بين موت وحياة ، على تنقل في حياة البدن وبالأولى ، عن الأولى الى الاخرى ، بلى! (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)!
«يتوفاكم» هو الأخذ وافيا ، أخذا وافيا حيث المأخوذ فيه هو الروح كله انسانيا وحيوانيا ونباتيا بجسمه البرزخي. في حالك وافيا ، حيث بلغت أشدك دونما نكسة ، ولان «يتوفاكم» هنا تقابل (أَرْذَلِ الْعُمُرِ) فقد يعني توفي الحياة الخيّرة بجنب التوفي عنها ، فمن يرد الى أرذل العمر هو غير متوفّى من هذه الجهة مهما كان متوفى من الأخرى.
(وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) فقد بدء بارذل العمر حين كان من الأجنة وبعده الى حين ، إذ كان لا يعلم شيئا كإنسان ، مهما كان يعرف أشياء كحيوان ، بها يدبر حالته الحيوانية في طفولته على قلته ، ومن قبل ـ في بطن امه ـ ما كان يعلم شيئا لا كإنسان ولا كحيوان! اللهم إلا شيئا ضئيلا على تردد! والرد إلى أرذل العمر قد يعم الحالتين وللجنين ارذلهما (لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً)! وأرذل العمر قد يكون في البنية الجسمية ، أو العقلية والعلمية ، أو الايمانية ، أو اثنتان منها أو الجمع وهو أرذل الأرذل ، إذا فأرذل العمر مراحل عدة تختلف في قدر الرذالة.
ولان «يرد» تعطف الى أول العمر الرذيل الا في اللاإيمان لمكان عدم التكليف ، فأصل المعني من (أَرْذَلِ الْعُمُرِ) لا يعني رذالة الكفر ، اللهم إلا اللاإيمان المعذور لعدم التكليف ، ولكن يشمل على هامش الأصل أرذل اللاإيمان دون قصور.
ولان العمر يبدأ منذ الولادة دون الحياة الجنينية حيث الرد الى أرذل العمر لو كان الى الحياة الجنينية استلزم مثل مأكلها ومشربها ومكانها ، فلا تعني (أَرْذَلِ الْعُمُرِ) الحياة قبل الولادة ، وانما منذ الولادة الى حين يعلم