النفس حسرا لها عن كل شهواتها ، وحصرا في ارتياضاتها ، أمّا إذا من المختلقات الزور ، او تفريط نفاة التكاليف عن بكرتها ، في حرية وأريحية شاملة دون حد ولا وحدود ام بحدود متخلّفة عن حدود الله.
ثم عدلا في الحياة الفردية والجماعية على ضوء الشرعة الإلهية دون زيادة ام نقيصة ، اللهم الا زيادات فعل المستحبات وترك المكروهات وهو من القسط والفضل والإحسان ، عدلا في ذلك الإحسان دون إعسار ولا تحريج.
إذا فالعدل المأمور به في ناحية الشرعة الإلهية يتم ويطم كل الأمور الحيوية ، عقائدية وأخلاقية واقتصادية وسياسية وعبادية أما هيه ، محلقا على كل حركة وسكون ، وعلى كل ظهور وكمون دون إبقاء ، فقد (تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ ..) (٦ : ١١٥) كلمة التكوين وكلمة التشريع ، فبالعدل قامت السماوات والأرض ، وقد جاءت بمشتقاتها في القرآن (٢٨) مرة وهذه الآية هي رأس الزاوية ثم (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللهَ ..) (٥ : ٨).
فالمبالغ في العبادة يعدل حتى إن كان هو الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قام على رؤوس أصابع قدميه في الصلاة حتى تورمتا فنزلت : (طه ، ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى. إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى ..) حنانا إلى سماحته ، وتعظيما لساحته.
ثم التساهل فيها يعدّل بصوت التنديد كسوط قارع : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ).
ثم يأتي دور الإحسان بعد العدل تحسينا للعدل كأحسن منه فيما يصح على ضوء الوحي.
والإحسان يعم كافة المستحبات فعلا والمكروهات تركا ، وهما