نظائر في مفتتحاتها بعد «الر» في آية واحدة تتحدث عن موقف القرآن : آيات (الْكِتابِ الْمُبِينِ) ـ (قُرْآنٍ مُبِينٍ) ـ (الْكِتابِ الْحَكِيمِ) (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ).
(كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)(١).
هذا ، وهي في ختاماتها كبداياتها تذكر القرآن او نبي القرآن (١) مما يربط هذه السور الخمس بعضها ببعض ، وكما هي متقاربة في مواضعها ومواضيعها ، واربعة اخماسها تتسمى باسم الأنبياء الخصوص ، وهم مطويون بداية ونهاية وفيما بينهما في الرسالة القدسية المحمدية عليه أفضل سلام وتحية.
والهدف الاسمى من إنزال هذا الكتاب (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ ...) وفي «لتخرج» أنت الرسول دون «ليخرج» لمحة صارحة صارخة ان ليس الكتاب بمفرده مخرجا من الظلمات الى النور إلّا بالرسول كمعلم الوحي والمربي بالوحي (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٦٧ : ٢) كما الرسول ليس ليخرج إلّا بالكتاب ، فالثقلان هما المخرجان من الظلمات الى النور ، والرسول وعترته المعصومون هم مجامع الثقلين ، فالرسول كرسول هو أفضل من القرآن دون القرآن بلا رسول أو الرسول دون القرآن ، فهو مصداق تام للقرآن
__________________
(١) ففي يونس : «وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ» (١٠٩) وفي هود : «... فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ» (١٢٣) وفي يوسف «.. ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» (١) (١١١) وفي الحجر : «وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» (٩٩).