٢٧٧. مسند ابن حنبل عن ربيعة بن كعب : قالَ لي رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله : سَلني اُعطِكَ. قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أنظِرني أنظُر في أمري. قالَ : فَانظُر في أمرِكَ.
قالَ : فَنَظَرتُ ، فَقُلتُ : إنَّ أمرَ الدُّنيا يَنقَطِعُ ، فَلا أرى شَيئا خَيرا مِن شَيءٍ آخُذُهُ لِنَفسي لآِخِرَتي! فَدَخَلتُ عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، فَقالَ : ما حاجَتُكَ؟ فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، اشفَع لي إلى رَبِّكَ عز وجل فَليُعتِقني مِنَ النّارِ.
فَقالَ : مَن أمَرَكَ بِهذا؟ فَقُلتُ : لا وَاللّهِ يا رَسولَ اللّهِ ، ما أمَرَني بِهِ أحَدٌ ، ولكِنّي نَظَرتُ في أمري ، فَرَأَيتُ أنَّ الدُّنيا زائِلَةٌ مِن أهلِها ، فَأَحبَبتُ أن آخُذَ لآِخِرَتي.
قالَ : فَأَعِنّي عَلى نَفسِكَ بِكَثرَةِ السُّجودِ. ١
٢٧٨. الإمام عليّ عليهالسلام : كانَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله إذا سُئِلَ شَيئا فَإِذا أرادَ أن يَفعَلَهُ ، قالَ : نَعَم ، وإذا أرادَ أن لا يَفعَلَ سَكَتَ ، وكانَ لا يَقولُ لِشَيءٍ لا.
فَأَتاهُ أعرابِيٌّ فَسَأَلَهُ ، فَسَكَتَ ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَسَكَتَ ، ثُمَّ سَأَلَهُ ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله كَهَيئَةِ المُنتَهِرِ : سَل ما شِئتَ يا أعرابِيُّ ، فَغَبَطناهُ ، فَقُلنا : الآنَ يَسأَلُ الجَنَّةَ.
فَقالَ الأَعرابِيُّ : أسأَ لُكَ راحِلَةً ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : لَكَ ذاكَ ، ثُمَّ قالَ : سَل ، قالَ : أسأَ لُكَ زادا ، قالَ : ولَكَ ذاكَ ، فَتَعَجَّبنا مِن ذلِكَ. فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : كَم بَينَ مَسأَلَةِ الأَعرابِيِّ وعَجوزِ بَني إسرائيلَ!
ثُمَّ قالَ صلىاللهعليهوآله : إنَّ موسى عليهالسلام لَمّا اُمِرَ أن يَقطَعَ البَحرَ فَانتَهى إلَيهِ ، فَضُرِبَت وُجوهُ الدَّوابِّ ، فَرَجَعَت ، فَقالَ موسى عليهالسلام : ما لي يا رَبِّ؟ قالَ لَهُ : إنَّكَ عِندَ قَبرِ يوسُفَ ، فَاحتَمِل عِظامَهُ مَعَكَ ، وقد استَوَى القَبرُ بِالأَرضِ ، فَجَعَلَ موسى عليهالسلام لا يَدري أينَ هُوَ ، قالوا : إن كانَ أحَدٌ مِنكُم يَعلَمُ أينَ هُوَ فَعَجوزُ بَني إسرائيلَ ، لَعَلَّها تَعلَمُ أينَ هُوَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. مسند ابن حنبل : ج ٥ ص ٥٧١ ح ١٦٥٧٨.