البابُ الثاني عَشَرَ
قصص في إجابة الدّعوات
١٢ / ١
اِستِجابَةُ دُعاءِ الشّابِّ المَشلولِ
١٠٧٨. مُهَج الدعوات عن الإمام الحسين عليهالسلام : كُنتُ مَعَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهالسلام فِي الطَّوافِ في لَيلَةٍ دَيجوجِيَّةٍ ١ قَليلَةِ النّور ، وقَد خَلا الطَّوافُ ، ونامَ الزُّوّارُ ، وهَدَأَتِ العُيونُ ، إذ سَمِعَ مُستَغيثا مُستَجيرا مُتَرَحِّما ٢ ، بِصَوتٍ حَزينٍ مَحزونٍ مِن قَلبٍ موجَعٍ ، وهُوَ يَقولُ :
يا مَن يُجيبُ دُعَا المُضَطَرِّ فِي الظُّلَمِ |
|
يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالبَلوى مَعَ السَّقَمِ |
قَد نامَ وَفدُكَ حَولَ البَيتِ وَانتَبَهوا |
|
يَدعو وعَينُكَ يا قَيّومُ لَم تَنَمِ |
هَب لي بِجودِكَ فَضلَ العَفوِ عَن جُرُمي |
|
يا مَن أشارَ إلَيهِ الخَلقُ فِي الحَرَمِ |
إن كانَ عَفوُكَ لا يَلقاهُ ذو سَرَفٍ |
|
فَمَن يَجودُ عَلَى العاصينَ بِالنِّعَمِ |
قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهالسلام : فَقالَ لي : يا أبا عَبدِ اللّه ، أسَمِعتَ المُنادِيَ ذَنبَهُ ، المُستَغيثَ رَبَّهُ؟ فَقُلتُ : نَعَم ، قَد سَمِعتُهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. ليلٌ دَجيّ : أي مظلم (مجمع البحرين : ج ١ ص ٥٧٨ «دجى»).
٢. في بحار الأنوار : «مُستَرحِما» بدل «مترحّما» وهو الأصحّ.