مِثلَ إبرَةٍ جاءَ بِها عَبدٌ مِن عِبادي فَغَمَسَها فِي بَحرٍ ، وذلِكَ أنَّ عَطائي كَلامٌ ، وعِدَتي كَلامٌ ، وإنَّما أقولُ لِلشَّيءِ : كُن فَيَكونُ. ١
٣٩٥. عنه صلىاللهعليهوآله : أوحَى اللّه إلى بَعضِ أنبِيائِهِ : ... لَو أنَّ أهلَ سَبَعِ سَماواتٍ وأرَضينَ سَأَلوني جَميعا فَأَعطَيتُ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم مَسأَلَتَهُ ، ما نَقَصَ ذلِكَ مِن مُلكي مِثلَ جَناحِ بَعوضَةٍ ، وكَيفَ يَنقُصُ مُلكٌ أنَا قَيِّمُهُ؟! ٢
٣٩٦. عنه صلىاللهعليهوآله : قالَ اللّه تَبارَكَ وتَعالى : يا عِبادي ، كُلُّكُم جائِعٌ إلاّ مَن أطعَمتُهُ ، فَاستَطعِموني اُطعِمكُم. يا عِبادي ، كُلُّكُم عارٍ إلاّ مَن كَسَوتُهُ ، فَاستَكسوني أكسُكُم. يا عِبادي ، إنَّكُم تُخطِئونَ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ وأنَا أغفِرُ الذُّنوبَ جَميعا ، فَاستَغفِروني أغفِر لَكُم. يا عِبادي ، إنَّكُم لَن تَبلُغوا ضَرّي فَتَضُرّوني ، ولَن تَبلُغوا نَفعي فَتَنفَعوني. يا عِبادي ، لَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وإنسَكُم وجِنَّكُم كانوا عَلى أتقى قَلبِ رَجُلٍ واحِدٍ مِنكُم ، ما زادَ ذلِكَ في مُلكي شَيئا. يا عِبادي ، لَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وإنسَكُم وجِنَّكُم ، كانوا عَلى أفجَرِ قَلبِ رَجُلٍ واحِدٍ ، ما نَقَصَ ذلِكَ مِن مُلكي شَيئا. يا عِبادي ، لَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وإنسَكُم وجِنَّكُم قاموا في صَعيدٍ واحِدٍ ، فَسَأَلوني فَأَعطَيتُ كُلَّ إنسانٍ مَسأَلَتَهُ ، ما نَقَصَ ذلِكَ مِمّا عِندي إلاّ كَما يَنقُصُ المِخيَطُ إذا اُدخِلَ البَحرَ. يا عِبادي ، إنَّما هِي أعمالُكُم اُحصيها لَكُم ثُمَّ اُوَفّيكُم إيّاها ، فَمَن وَجَدَ خَيرا فَليَحمَدِ اللّه ، ومَن وَجَدَ غَيرَ ذلِكَ فَلا يَلومَنَّ إلاّ نَفسَهُ. ٣
راجع : ص ١٠٩ (علوّ الهمّة وعِظَم المسألة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الأمالي للطوسي : ص ٦٧٥ ح ١٤٢٤ ، تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ٨٢ كلاهما عن الفضيل بن يسار عن الإمام الباقر عليهالسلام ، بحار الأنوار : ج ٧٧ ص ١٣٦ ح ٤٨.
٢. الأمالي للطوسي : ص ٥٨٤ ح ١٢٠٨ ، عدّة الداعي : ص ١٢٤ كلاهما عن محمّد بن عبد اللّه بن عليّ بن الحسين عن الإمام الصادق عن آبائه عليهمالسلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٣ ح ٣٩؛ كنز العمّال : ج ٦ ص ٦٢٩ ح ١٧١٤٥ نقلاً عن ابن النجّار نحوه.
٣. صحيح مسلم : ج ٤ ص ١٩٩٤ ح ٥٥ ، الأدب المفرد : ص ١٤٩ ح ٤٩٠ ، المستدرك على الصحيحين : ج ٤ ص ٢٦٩ ح ٧٦٠٦ ، السنن الكبرى : ج ٦ ص ١٥٤ ح ١١٥٠٣ ، حلية الأولياء : ج ٥ ص ١٢٥ ، تاريخ دمشق : ج ٢٦ ص ١٣٨ ح ٥٥١١ كلّها عن أبي ذرّ نحوه ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ٩٢٤ ح ٤٣٥٩٠.