وقد طالعت كتاب الترجمان (١٩٩) ـ رحمهالله ـ وقال في القاعدة الخامسة من كتابه في الرد على النصارى ، وذكر مثل هذا.
وإني أعطيت دراهم سنين عديدة في بروات الغفران ، معتقدا في كفرهم ، ولكن كانوا يطلبون لكل واحد براءته بعد أيام الصيام مكتوب فيها أن فلانا استقر للقسيس الفلاني بذنوبه ، وأنه غفر له ، ويعلم براءته ، وإن لم تكن له البراءة ، يحكم فيه (٢٠٠).
وأما راهب مصر ، كان يقرأ بالعربية ، وكان عنده القاموس بالعربية والعجمية. وقد التقيت به من أجل كتاب تعديل الكواكب ، فنعرف منه في أي يوم تكون الوقفة بعرفة ، وغير في أيام الأهلة ، وإن لم يكن العمل بقول المنجمين في الأهلة إلا بالرؤية للهلال ، فلا يضر النظر في ذلك ، وسألني الراهب عن اعتقادنا في الجنة : هل فيها أكل ، وشرب؟ قلت له : نعم فيها ذلك وأكثر من ذلك كما شهد به الإنجيل الذي عندكم ، لأن سيدنا عيسى عليهالسلام قال لتلامذته : إني لا أشرب من عصير هذه الكرمة إلى ذلك اليوم الذي أشربه معكم في ملكوت أبي ، وفي موضع آخر في الإنجيل في ملكوت الله. قال الراهب : ليس ذلك الكلام على ظاهره ، ونكر ذلك أشد الإنكار ، كما هو في اعتقادهم وأما قول سيدنا عيسى عليهالسلام في ملكوت أبي ، فلا يفهم منه أنه يعتقد أنه أبوه حقيقة ، والمراد بذلك أن أباه هو الذي أخرجه من العدم إلى الوجود ، كما لغيره في أكثر من عشرة مواضع من الإنجيل الأول في معنى العبادة في شهادة
__________________
(١٩٩) يقصد كتاب عبد الله الترجمان المسمى : تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب. وقد كتبه بتونس سنة ١٤٢٠.
ودرسه ونشره ميكيل دي أبالزا في بحثه : ـ La Tuhfa. autobiografia y polemica contra t cris tianismo de Abdallah al ـ Taruman) Fray An selmo turmeda (, Roma, Accademia Na ـ zionale dei lincei, ١٧٩١.
كما نشره بالقاهرة الدكتور محمودة حماية وانظر أيضا عن الكتاب : L. Cardaillac. Morisques et chretiens, pp. ١٦١, ١٠٢, ٥١٢, ٧١٢, ٨١٢, ٢٧٣.
(٢٠٠) في «ب» : وهم بهذا الاعتقاد الفاسد يعينون الرجال والنساء على الفساد لأنه إذا علم الإنسان أن الذنب الكبير يغفره لي القسيس فيسهل عليه عمله.