ومن ذلك قوله تعالى : (إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً) (١).
قال أبو علىّ : هو حال مؤكدة منتصبة عن معنى الفعل الذي دلت عليه الجملة.
ولو جعلت قوله «إليكم» متعلّقا بمحذوف وجعلته حالا مؤكدة كقوله «ومصدقا» فيمن جعل إليكم غير متعلق بالرسول ولكن بالمحذوف ، أمكن أن يكون «مصدقا» حالا من الضمير فى «إليكم» فكان العامل فى الحال ما فى معنى الفعل من «إليكم».
ومن ذلك قوله : (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ) (٢).
قيل : الباء للحال. / والمعنى : فسبح حامدا ، أو : فسبّح تسبيحك حامدا. لتكون الحال مضامّة للفعل.
وقيل : الباء للسبب ، أي : سبّحه بأن تحمده. والمعنى : احمده لتكون مسبحا له.
وأما قوله تعالى : (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ) (٣).
أي : عن قوله ، فتصير معه محاذرا ما جاءك من الحق.
وقال : (أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ) (٤).
__________________
(١) الصف : ٦.
(٢) النصر : ٣.
(٣) المائدة : ٤٨.
(٤) قريش : ٤.