الخامس
باب ما جاء في التنزيل وقد زيدت فيه «لا» و «ما»
وفي بعض ذلك اختلاف ، وفي بعض ذا اتفاق
وقد ذكر سيبويه (١) زيادة «لا» (٢) فى قوله : «أما العبيد فذو عبيد» : «وأما قول الناس للرجل : أما أن يكون عالما فهو عالم ؛ وأما أن يعلم شيئا فهو عالم. وقد يجوز أن تقول : أما أن لا يكون يعلم فهو يعلم ؛ وأنت تريد : أن يكون كما جاءت : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) (٣) فى معنى : «لأن يعلم أهل الكتاب ، فهذا يشبه أن يكون بمنزلة المصدر» فى كلام طويل.
فمن ذلك قوله تعالى : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) (٤) ف «لا» فى قوله : (وَلَا الضَّالِّينَ) زيادة. وجاءت زيادتها لمجىء (غَيْرِ) قبل الكلام ، وفيه معنى النفي.
ألا ترى أن التقدير : لا مغضوبا عليهم ولا الضالين ، وكما جاء : (وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ) (٥) فكّرر «لا» وهى زيادة ، وكذلك هذا.
__________________
(١) الكتاب (١ : ١٩٤ ـ ١٩٥).
(٢) يريد : عند قوله : أي عند الكلام على وجوه الأعراب في هذه العبارة : «أما العبيد ... إلخ».
(٣) الحديد : ٢٩.
(٤) الفاتحة : ٧.
(٥) فاطر : ٢٢.