الأول
هذا باب ما ورد في التنزيل من إضمار الجمل
ولا شك أنك قد عرفت الجمل ، ألا ترى أنهم زعموا أنّ الجمل اثنتان (١) : فعليّة واسميّة ، وقد ورد القبيلان فى التّنزيل.
وذكر إضمار الجمل سيبويه فى مواضع : من ذلك قوله :
«العباد مجزيّون بأعمالهم ، إن خيرا فخير ، وإن شرّا فشر» (٢) أي إن عملوا خيرا فالمجزىّ به خير.
ومثله :
«هذا ولا زعماتك» (٣) ، أي : ولا أتوهّم. أو : «فرقا خير من حب» (٤) ، أي : أفرق (٥).
__________________
(١) في الأصل : «اثنان».
(٢) هو من شواهد النحو ، ويروى «الناس مجزيون بأعمالهم» إلخ.
(٣) هذا مثل ، يقال لمن يزعم زعمات ويصح غيرها. أي هذا هو الحق ولا أتوهم زعماتك وما زعمت.
ومنه قول ذي الرمة :
لقد خط رومى ولا زعماته |
|
لعتبة خطا لم تطبق مفاصله |
وانظر الكتاب لسيبويه (١ : ١٤١) وشرح المفصل لابن يعيش (١ : ٢٧).
(٤) قيل : أول من تكلم بذلك رجل عند الحجاج ، وكان صنع عملا فاستجاده الحجاج ، وقال : كل هذا حبا؟ فقال الرجل مجيبا : «أو فرقا خيرا من حب!» أي فعلت هذا لأني أفرقك فرقا خيرا من حب.
(٥) في الأصل : «الفرق» وهو تحريف. والتصويب من شرح المفصل لابن يعيش (١ : ١١٣) والكتاب لسيبويه (١ : ١٣٦).