فأما : ما جاءنى أحد إلا ظريف ، فإنه على إقامة الصفة مقام الموصوف ، كأنه : إلا رجل ظريف. أو على البدل من الأول ، فكذلك (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ) (١). وهذا يمنع فيه من تعلق «من» بقوله «ليؤمننّ» أعنى اللام من «إلا». وإذا كان كذلك فلا وجه ل «من» إلا الحمل على الصفة.
قيل : هى متعلقة بفعل مضمر يدل عليه قوله : (لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) (٢) و (وارِدُها) (٣) ، و (لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ) (٤) ومعناها البيان ل «أحد».
فإن قياس قول الكسائي فى : «نعم الرجل يقوم» ، أن يجوز فى المنصوب : نعم رجلا يقوم يذهب. على أن يكون «يذهب» صفة محذوف ، كأنه : نعم رجلا يقوم رجل يذهب. كما كان التقدير فى حذف الموصوف ، فمرة أجازوه مستحسنا ، ومرة منعوه ولم يستحسنوا.
وكثرة ذلك فى التنزيل لا محيص عنه ، على ما عددته لك.
__________________
(١) النساء : ١٥٩.
(٢) الصافات : ١٦٤.
(٣) مريم : ٧١.