تعالى ، فقيل له : تجيئك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها ، قال : كذا ادّبنا الله قال الله تعالى : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) (١) وكان أحسن منها عتقها.
وقال عليهالسلام صاحب الحاجة لم يكرّم وجهه عن سؤالك فأكرم وجهك عن رده ، وجاء أعرابي إلى الحسين بن علي عليهماالسلام فقال : يا ابن رسول الله قد ضمنت دية كاملة وعجزت عن ادائها فقلت في نفسي أسأل أكرم الناس وما رأيت أكرم من أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال الحسين عليهالسلام : يا أخا العرب أسألك عن ثلاث مسائل فإن أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال ، وان أجبت عن اثنتين أعطيتك ثلثي المال ، وان أجبت عن الكل أعطيتك الكلّ ، فقال الأعرابي : يا ابن رسول الله أمثلك يسأل مثلي وأنت من أهل العلم والشرف؟ فقال الحسين عليهالسلام : بلى سمعت جدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : المعروف بقدر المعرفة ، فقال الأعرابي : سل عما بدا لك فإن أجبت والا تعلمت منك ولا قوة الّا بالله ، فقال الحسين عليهالسلام : أي الأعمال أفضل؟ فقال الأعرابي : الإيمان بالله ، فقال الحسين عليهالسلام : فما يزين المهلكة؟ فقال الأعرابي : الثقة بالله ، فقال الحسين عليهالسلام : فما النجاة من الرجل؟ فقال الأعرابي : علم معه حلم ، فقال : فإن أخطأه ذلك؟ فقال : مال معه مروءة ، فقال : فإن أخطأه ذلك؟ فقال : فقر معه صبر ، فقال الحسين عليهالسلام : فإن أخطأه ذلك؟ فقال الأعرابي : فصاعقة تنزل من السماء وتحرقه فانه أهل لذلك ، فضحك الحسين عليهالسلام ورمى إليه بصرة فيها ألف دينار وأعطاه خاتمه وفيه فص قيمته مائتا درهم وقال : يا أعرابي أعط الذهب إلى غرمائك واصرف الخاتم في نفقتك ، فأخذ الأعرابي ذلك وقال : الله أعلم حيث يجعل رسالته.
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٨٦.