ودرعي فاقضها عني ، واذا قتلت فاستوهب جثتي من ابن زياد فوارها ، وابعث الى الحسين عليهالسلام من يرده فاني قد كتبت اليه أعلمه ان الناس معه ولا أراه الا مقبلا ، فقال عمر لابن زياد : اتدري أيها الأمير ما قال لي انه ذكر كذا وكذا ، فقال ابن زياد : لا يخونك الأمين ولكن قد يؤتمن الخائن ، اما ماله فهو له ولسنا نمنعك ان تصنع به ما أحب ، واما جثته فانا لن نشفعك فيها ، وفي رواية فانا لا نبالي اذا قتلناه ما صنع بها ، واما حسين فانه ان لم يردنا لم نرده.
وفي رواية انه حين دخل قال له الحرسي : سلم على الأمير فقال : اسكت ويحك والله ما هو لي بأمير ، فقال ابن زياد : لا عليك سلمت ام لم تسلم فانك مقتول ، فقال له مسلم : ان قتلتني فلقد قتل من هو شر منك من هو خير مني ، فقال له ابن زياد : قتلني الله ان لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الاسلام ، فقال له مسلم : اما انك احق من احدث في الاسلام ما لم يكن ، وانك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السريرة ولؤم الغلبة لأحد أولى بها منك ، فقال ابن زياد : يا عاق يا شاق خرجت على امامك وشققت عصا المسلمين وألحقت الفتنة ، فقال مسلم : كذب انما شق عصا المسلمين معاوية وابنه يزيد ، واما الفتنة فانما الحقتها انت وأبوك زياد بن عبيد عبد بني علاج من ثقيف ، وانا أرجو ان يرزقني الله الشهادة على يدي شر بريته ، فقال له ابن زياد : منتك نفسك امرا حال الله دونه وجعله لأهله ، فقال له مسلم : ومن أهله يا ابن مرجانة اذا لم نكن نحن أهله ، فقال ابن زياد : أهله أمير المؤمنين يزيد ، فقال مسلم : الحمد لله على كل حال رضينا بالله حكما بيننا وبينكم ، فقال له ابن زياد : أتظن ان لك في الأمر شيئا؟ فقال له مسلم : والله ما هو الظن ولكنه اليقين. وقال له ابن زياد : ايه ابن عقيل أتيت الناس وهم جميع وأمرهم ملتئم فشتتت أمرهم بينهم وفرقت كلمتهم وحملت بعضهم