البناء الرقمى لآيات القرآن الكريم
الحمد لله الذي أودع في كل آية من آيات كتابه أسرارا لا تحصي وعجائب لا تنقضي ومعجزات لا تنفذ. وصلي الله علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه وسلم.
اللهم علمنا ما ينفعنا بما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. ونعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن دعوة لا يستجاب لها.
فهذا هو كتاب الله عزوجل يتحدى أرباب البلاغة والبيان في زمن نزوله فيعترفون بعجزهم عن الإتيان بمثله ويدركون أن هذه البلاغة لا يمكن لبشر أن يأتي بمثلها إنها البلاغة التي كانت سببا في إيمان كثير من المشركين ففي عصر نزول القرآن تجلت معجزة القرآن بشكلها البلاغي لتناسب عصر البلاغة والشعر وليكون لها الأثر الكبير في هداية الناس إلى الإسلام وكلنا يذكر قصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما سمع آيات من سورة طه فأثرت فيه بلاغة كلماتها وأدرك من خلال هذه البلاغة أن القرآن هو كلام الله عزوجل فانقلب من الشرك والضلال إلى التوحيد والإيمان.
هذا هو تأثير المعجزة البلاغية علي من فهمها وأدركها ورآها. وعندما جاء عصر المكتشفات العلمية تمكن العلماء حديثا من كشف الكثير من أسرار هذا الكون ، وكان للقرآن السبق في الحديث عن حقائق علمية لم يكن لأحد علم بها وقت نزول القرآن. وهنا تتجلي معجزة القرآن بشكلها العلمي لتناسب عصر العلوم في القرن العشرين والواحد والعشرين. ومن حين لآخر نسمع قصة إسلام أحد الملحدين بسبب إدراكه لآية من آيات الإعجاز العلمي في كتاب الله عزوجل. ومن هؤلاء أحد كبار علماء الأجنة في العالم (كيث مور) وذلك بعد أن أمضي عشرات السنين في إكتشاف مراحل تطور الجنين في بطن أمه.
وبعد أن قدم مراجع علمية درست في كبري الجامعات عن إكتشافاته المذهلة إذا به يفاجأ بأن القرآن الكريم قد تحدث عن هذه المراحل بدقة تامة قبل أربعة عشر قرنا فأدرك عندها بلغة العلم أن القرآن ليس من عند بشر بل هو كلام رب البشر سبحانه وتعالى.