(فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (٤٠) وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (٤١) ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (٤٢) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (٤٣) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (٤٤) فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ (٤٥) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (٤٦) وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (٤٧)
____________________________________
وقيل فتولى بما يتقوى به من ملكه وعساكره فإن الركن اسم لما يركن إليه الشىء وقرىء بركنه بضم* الكاف (وَقالَ ساحِرٌ) أى هو ساحر (أَوْ مَجْنُونٌ) كأنه نسب ما ظهر على يديه عليه الصلاة والسلام من الخوارق العجيبة إلى الجن وتردد فى أنه حصل باختياره وسعيه أو بغيرهما (فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ) وفيه من الدلالة على غاية عظم شأن القدرة الربانية ونهاية قمأة فرعون وقومه (وَهُوَ مُلِيمٌ) أى آت بما يلام عليه من الكفر والطغيان والجملة حال من الضمير فى فأخذناه (وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) وصفت بالعقم لأنها أهلكتهم وقطعت دابرهم أو لأنها لم تتضمن خيرا ما من إنشاء مطر أو إلقاح شجر وهى النكباء أو الدبور أو الجنوب (ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ) أى جرت عليه (إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) هو كل مارم وبلى وتفتت من عظم أو نبات أو غير ذلك (وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ) وهو قوله تعالى (تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) قيل قال لهم صالح عليهالسلام تصبح وجوهكم غدا مصفرة وبعد غد محمرة واليوم الثالث مسودة ثم يصبحكم العذاب (فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ) أى* فاستكبروا عن الامتثال به (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ) قيل لما رأوا العلامات التى بينها صالح عليهالسلام من اصفرار وجوههم واحمرارها واسودادها عمدوا إلى قتله عليهالسلام فنجاه الله تعالى إلى أرض فلسطين ولما كان ضحوة اليوم الرابع تحنطوا وتكفنوا بالأنطاع فأتتهم الصيحة فهلكوا وقرىء الصعقة وهى المرة من الصعق (وَهُمْ يَنْظُرُونَ) إليها ويعاينونها (فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ) كقوله تعالى (فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) * (وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ) بغيرهم كما لم يمتنعوا بأنفسهم (وَقَوْمَ نُوحٍ) أى وأهلكنا قوم نوح فإن ما قبله يدل عليه أو واذكر ويجوز أن يكون معطوفا على محل عاد ويؤيده القراءة بالجر وقيل* هو معطوف على مفعول فأخذناه (مِنْ قَبْلُ) أى من قبل هؤلاء المهلكين (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) خارجين عن الحدود فيما كانوا فيه من الكفر والمعاصى (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ) أى بقوة (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)