(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٨)
____________________________________
* (أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ) على التغليب أو تعميم الخطاب وليس فيه ما يدل على أنه عليه الصلاة والسلام لم يطلق حفصة وأن فى النساء خيرا منهن فإن تعليق طلاق الكل لا ينافى تطليق واحدة وما علق بما لم يقع* لا يجب وقوعه وقرىء أن يبدله بالتشديد (مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ) مقرات مخلصات أو منقادات مصدقات* (قانِتاتٍ) مصليات أو مواظبات على الطاعة (تائِباتٍ) من الذنوب (عابِداتٍ) متعبدات أو متذللات* لأمر الرسول صلىاللهعليهوسلم (سائِحاتٍ) صائمات سمى الصائم سائحا لأنه يسيح فى النهار بلا زاد أو مهاجرات وقرىء سيحات (ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً) وسط بينهما العاطف لتنافيهما (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ) بترك المعاصى وفعل الطاعات (وَأَهْلِيكُمْ) بأن تأخذوهم بما تأخذون به أنفسكم وقرىء أهلوكم عطفا على واو قوا فيكون أنفسكم عبارة عن أنفس الكل على تغليب المخاطبين أى قوا أنتم وأهلوكم* أنفسكم (ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) أى نارا تتقد بهما اتقاد غيرها بالحطب وأمر المؤمنين باتقاء* هذه النار المعدة للكافرين كما نص عليه فى سورة البقرة للمبالغة فى التحذير (عَلَيْها مَلائِكَةٌ) أى تلى* أمرها وتعذيب أهلها وهم الزبانية (غِلاظٌ شِدادٌ) غلاظ الأقوال شداد الأفعال أو غلاظ الخلق شداد* الخلق أقوياء على الأفعال الشديدة (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ) أى أمره على أنه بدل اشتمال من الله أو* فيما أمرهم به على نزع الخافض أى لا يمتنعون من قبول الأمر ويلتزمونه (وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) أى ويؤدون ما يؤمرون به غير تثاقل ولا توان وقوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) مقول لقول قد حذف ثقة بدلالة الحال عليه أى يقال لهم ذلك عند إدخال الملائكة إياهم النار حسبما أمروا* به (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فى الدنيا من الكفر والمعاصى بعد ما نهيتم عنهما أشد النهى وأمرتم بالإيمان والطاعة فلا عذر لكم قطعا (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) أى بالغة فى النصح وصفت التوبة بذلك على الإسناد المجازى وهو وصف التائبين وهو أن ينصحوا بالتوبة أنفسهم فيأتوا بها على طريقتها وذلك أن يتوبوا عن القبائح لقبحها نادمين عليها مغتمين أشد الاغتمام لارتكابها عازمين على أنهم لا يعودون فى قبيح من القبائح موطنين أنفسهم على ذلك بحيث لا يلويهم عنه صارف أصلا