(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ (١١) وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ) (١٢)
____________________________________
وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا قال أرأيتم إن أسلم عبد الله قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج إليهم عبد الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا شرنا وابن شرنا وانتقصوه قال هذا ما كنت أخاف يا رسول الله وأحذر قال سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه ما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول لأحد يمشى على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله ابن سلام وفيه نزل (وَشَهِدَ شاهِدٌ) الآية وقيل الشاهد موسى عليهالسلام وشهادته بما فى التوراة من بعثة النبى عليهما الصلاة والسلام وبه قال الشعبى وقال مسروق والله ما نزلت فى عبد الله بن سلام فإن آل حم نزلت بمكة وإنما أسلم عبد الله بالمدينة وأجاب الكلبى بأن الآية مدنية وإن كانت السورة مكية (وَاسْتَكْبَرْتُمْ) عطف على شهد شاهد وجواب الشرط محذوف والمعنى أخبرونى إن كان من عند الله* تعالى وشهد على ذلك أعلم بنى إسرائيل فآمن به من غير تلعثم واستكبرتم عن الإيمان به بعد هذه المرتبة من أضل منكم بقرينة قوله تعالى (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ) وقوله تعالى (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) فإن عدم الهداية مما ينبىء عن الضلال قطعا ووصفهم* بالظلم للإشعار بعلة الحكم فإن تركه تعالى لهدايتهم لظلمهم (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) حكاية لبعض آخر من أقاويلهم الباطلة فى حق القرآن العظيم والمؤمنين به أى قال كفار مكة (لِلَّذِينَ آمَنُوا) أى لأجلهم* (لَوْ كانَ) أى ما جاء به عليه الصلاة والسلام من القرآن والدين (خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ) فإن معالى الأمور* لا ينالها أيدى الأراذل وهم سقاط عامتهم فقراء وموال ورعاة قالوه زعما منهم أن الرياسة الدينية مما ينال بأسباب دنيوية كما قالوا لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم وزل عنهم أنها منوطة بكمالات نفسانية وملكات روحانية مبناها الإعراض عن زخارف الدنيا الدنية والإقبال على الآخرة بالكلية وأن من فاز بها فقد حازها بحذافيرها ومن حرمها فماله منها من خلاق وقيل قاله بنو عامر وغطفان وأسد وأشجع لما أسلم جهينة ومزينة وأسلم وغفار وقيل قالته اليهود حين أسلم عبد الله بن سلام وأصحابه ويأباه أن السورة مكية ولا بد حينئذ من الالتجاء إلى ادعاء أن الآية نزلت بالمدينة (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ) ظرف لمحذوف* يدل عليه ما قبله ويترتب عليه ما بعده أى وإذ لم يهتدوا بالقرآن قالوا ما قالوا (فَسَيَقُولُونَ) غير مكتفين* بنفى خيريته (هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ) كما قالوا أساطير الأولين وقيل المحذوف ظهر عنادهم وليس بذاك (وَمِنْ قَبْلِهِ) أى من قبل القرآن وهو خبر لقوله تعالى (كِتابُ مُوسى) قيل والجملة حالية أو مستأنفة وأيا*