الآيتان
(وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٠) وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ)(٢١)
* * *
ولقد صدّق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه
(وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ) أي على أهل سبأ ، أو كل من كان على شاكلتهم ممن كفر بالله وتمرد عليه (إِبْلِيسُ ظَنَّهُ) فقد توعّد بني آدم ، بأن يغويهم ويضلّهم ويبعدهم عن الصراط المستقيم ، وكان يفكر بتحقيق ذلك بوسائله الخاصة التي يغري بها الناس ، فيحرّك وساوسهم بوساوسه ، ويثير غرائزهم بمغرياته ، ويحسّن لهم السوء بتزيينه ، ويقبح لهم الحسن بأضاليله ، وكان يغلب على ظنه النجاح من خلال دراسته للأجواء المحيطة بالواقع. وهكذا كان ظنه يصدق مع فريق ، ويكذب مع فريق آخر ، ولكن الكثيرين هم الذين يسقطون في حبائله ، ويخضعون لإغراءاته ، وهؤلاء هم الكافرون والعصاة والمتمردون على الله ، الذين زيّن لهم الشيطان طريق الباطل ، (فَاتَّبَعُوهُ)