فيضيفون إليها الكثير من مشاعرهم الذاتية أو مصالحهم الخاصة ، مما يكسبها بعض الإشراق والجمال والحلاوة ، الأمر الذي يبعد هؤلاء عن رؤية الفكر الآخر والخط الآخر ، ولا شك أن مثل هذا الاستغراق الشامل ، يمنع الإنسان من أن يحتمل أي فكر غير صحيح ، وهذا يجعله يرى العمل السيّئ المملوء بالعناصر السيئة بأفضل صورة ، وهكذا نلمح من خلال ذلك الإنسان الضالّ الذي زيّن له عمله من خلال استغراقه فيه بسبب ضيق الأفق أو التزيين المنحرف من شياطين الإنس والجن ، (فَرَآهُ حَسَناً) فلم يقبل أيّ نقد ، ولم يتقبل أيّة مناقشة ، بل قد يتعقد من الناقدين لعمله أو لفكره ، فيرى فيهم الأعداء الذين يبغضونه ويكيدون له ، ولذلك فإنه لا يرضى بالاستماع إليهم مهما كانت الأمور ، ومهما كانت درجتهم من العلم والمعرفة والصلاح.
* * *
ليكن لكم الأفق الرحب
وهذا ما ينبغي للعاملين في حقول التوعية الإسلامية ، أو في مجالات العمل السياسي والاجتماعي ، أن يفكروا فيه ، ويثيروه في ساحات عملهم ، وفي مواقع فكرهم ، ليبقى للإنسان الأفق الرحب الذي يلاحق الاحتمال المضادّ على الصعيدين الفكري والعملي ، ولو في دائرة الوهم ، ليدرس فكره من خلاله ، ويناقش موقفه على أساسه ، ويسمح للآخرين أن يواجهوه بذلك بما يملكونه من وجهة نظر متّصلة بالخط الفكري والعملي الذي يلتزمه في حياته.
* * *