من ماء جاء هذا هكذا. وقيل : أصل خلق النار والنور من الماء. (فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) ومن مشى على أكثر من أربع فهو يمشي على أربع ، وغلب ما يعقل لمّا اجتمع مع ما لا يعقل ؛ لأنه المخاطب والمتعبّد.
(مُذْعِنِينَ) في موضع الحال.
(أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا) فأنكر الله عليهم ذلك لما أظهر من البراهين فقال : (بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
وقرأ الحسن (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ) (١) جعله اسم كان والخبر (أَنْ يَقُولُوا).
(قُلْ لا تُقْسِمُوا) نهاهم عن الحلف لأنّ عزمهم كان على غير ذلك فهم آثمون إذا حلفوا. (طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) على إضمار لتكن طاعة ، ويجوز أن يكون المعنى : طاعة أولى بكم.
قال أبو إسحاق : يجوز طاعة بالنصب يعني على المصدر.
(فَإِنْ تَوَلَّوْا) في موضع جزم بالشرط ، والأصل تتولّوا فحذفت إحدى التاءين لدلالة الأخرى ، وحذفت النون للجزم ، والجواب في الفاء وما بعدها.
فكان في هذه الآية دلالة عن نبوّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأن الله أنجز ذلك الوعد ، وكان
__________________
(١) قول : بالرفع ، وهي قراءة عليّ وابن أبي إسحاق أيضا ، انظر البحر المحيط ٦ / ٤٢٩.