إسحاق فكان مؤذيا للنبيّ صلىاللهعليهوسلم (اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ) على لغة من قال : أملى ، ومن قال: أملّ قال تملّ عليه (بُكْرَةً وَأَصِيلاً).
(وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ) قال أبو إسحاق : «ما» منفصلة. والمعنى أيّ شيء لهذا الرسول في حال مشيه وأكله؟ (لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ) أي هلّا (فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) جواب الاستفهام.
(أَوْ يُلْقى) في موضع رفع ، والمعنى أو هلّا يلقى إليه كنز أو هلّا (تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها) قراءة المدنيين وأبي عمرو وعاصم ، وقرأ الكوفيون (نَأْكُلَ مِنْها) (١) بالنون. والقراءتان حسنتان تؤدّيان عن معنيين ، وإن كانت القراءة بالياء أبين لأنه قد تقدّم ذكر النبيّ صلىاللهعليهوسلم وحده فأن يعود الضمير إليه أبين.
(انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ) أي ضربوا لك هذه الأمثال ليتوصلوا إلى تكذيبك (فَضَلُّوا) عن سبيل الحقّ وعن بلوغ ما أرادوا (فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) أي إلى تصحيح ما قالوا فيك.
(تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ) شرط ومجازاة ، ولم يدغم لأن الكلمتين منفصلتان ، ويجوز الإدغام لاجتماع المثلين (وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً) يكون في موضع جزم عطفا على موضع «جعل» ، ويجوز أن يكون في موضع رفع معطوفا على الأولين ثم يدغم ، وأجاز الفراء (٢) النصب على الصرف. وقرأ أهل الشام ويروى عن عاصم أيضا (وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً) (٣) بالرفع أي وسيجعل لك في الآخرة قصورا.
__________________
(١) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد ٤٦٢ ، والبحر المحيط ٦ / ٤٤٣.
(٢) انظر معاني الفراء ٢ / ٢٦٣.
(٣) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد ، والبحر المحيط ٦ / ٤٤٤.