(قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) فأجابه موسى صلىاللهعليهوسلم ف (قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) أي إذا نظرتم إلى السموات والأرض وما فيهما من الآيات والحوادث علمتم وأيقنتم أنّ لهما صانعا ومدبّرا.
عليهم من الأول وأدنى إلى أفهامهم من الأول.
فخاطب موسى صلىاللهعليهوسلم الجماعة بما هو أقرب.
فجاء بدليل يفهمونه عنه لأنهم يعلمون أنهم قد كان لهم آباء ، وأنهم قد فنوا ، وأنهم لا بدّ لهم من مفن ، وأنهم قد كانوا بعد أن لم يكونوا وأنهم لا بد لهم من مكوّن.
(قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) فأجابه موسى صلىاللهعليهوسلم عن هذا بأن (قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) ليس ملكه كملكك لأنك إنما تملك بلدا واحدا لا يجوز أمرك في غيره ويميت من لا تحبّ أن يموت ، والذي أرسلني يملك المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون فستتبيّنون ما قلت.
(قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) فرفق به موسى صلىاللهعليهوسلم ف (قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ) أي أتجعلني من المسجونين ولو جئتك بشيء تتبيّن به صدق ما جئت به.
فلم يحتج الشرط إلى جواب عند سيبويه لأن ما تقدّم يكفي منه.
(قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ) قال أبو إسحاق : أي أخّره عن وقتك وأخّر استتمام مناظرته