حاذقين. قال : فهذا بمعنى فارهين إن كان محفوظا عن ابن عباس وممن ذهب إلى أنّ فارهين وفرهين بمعنى واحد أبو عبيدة وقطرب. وحكى قطرب : فره يفره فهو فاره وفرع يفره فهو فره وفاره إذا كان نشيطا وهو منصوب على الحال.
(قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ) قال الفراء (١) : الشّرب الحظّ من الماء. قال أبو جعفر :
فأمّا المصدر فيقال فيه شرب شربا وشربا وشربا : وأكثرها المضمومة لأنّ المفتوحة والمكسورة يشتركان مع شيء آخر ، فيكون الشرب الحظّ من الماء ، ويكون الشّرب جمع شارب ، كما قال : [البسيط]
٣١٤ ـ فقلت للشّرب في درنا وقد ثملوا |
|
شيموا وكيف يشيم الشّارب الثّمل (٢) |
إلّا أنّ أبا عمرو بن العلاء رحمهالله والكسائي يختاران الشّرب بالفتح في المصدر ، ويحتجّان برواية بعض العلماء أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «أنّها أيام أكل وشرب» (٣).
(وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ) لا يجوز إظهار التضعيف هاهنا لأنهما حرفان متحرّكان من جنس واحد (فَيَأْخُذَكُمْ) جواب النهي ، ولا يجوز حذف الفاء منه والجزم كما جاز في الأمر إلّا شيء روي عن الكسائي أنه يجيزه.
أي على عقرها لما أيقنوا بالعذاب ، ولم ينفعهم الندم لأن المحنة قد زالت لمّا وقع الاستيقان بالعذاب. وقيل : لم ينفعهم الندم لأنهم لم يتوبوا بل طلبوا صالحا صلىاللهعليهوسلم ليقتلوه لمّا أيقنوا بالعذاب.
(إِلَّا عَجُوزاً) نصب على الاستثناء. (فِي الْغابِرِينَ) روى سعيد عن قتادة قال : غبرت في عذاب الله جلّ وعزّ أي بقيت ، وأبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى من الباقين في الهرم أي بقيت حتى هرمت.
__________________
(١) انظر معاني الفراء ٢ / ٢٧٢.
(٢) الشاهد للأعشى في ديوانه ١٠٧ ، ولسان العرب (ثمل) و (درن) ، وجمهرة اللغة ٦٤٠ ، ومقاييس اللغة ١ / ٣٩٠ ، وأساس البلاغة (ثمل) ، وتاج العروس (ثفت) و (ثمل) ، و (درن).
(٣) أخرجه مالك في الموطأ باب ٤٤ حديث (١٣٥) ، وابن ماجة في سننه حديث (١٧١٩) وأبو داود في سننه حديث (٢٨١٣).