(فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ) قال الكسائي : «فكلّا» منصوب بأخذنا.
(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ) الكاف في موضع رفع على التأويل ، لأنها خبر الابتداء في موضع نصب على الظرف. والعنكبوت مؤنّثة ، وحكى الفراء (١) تذكيرها وأنشد : [الوافر]
٣٣١ ـ على هطّالهم منهم بيوت |
|
كأنّ العنكبوت هو ابتناها (٢) |
قال أبو جعفر : وفي جمع العنكبوت وجوه يقال : عناكب وعناكيب وعكاب وعكب وأعكب ، وقد حكي أنّه يقال : عنكب. (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ) قال الضحاك : ضرب مثلا لضعف آلهتهم ووهنها فشبّهها ببيت العنكبوت.
قال : (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ).
أي ما تعبدون من دونه من شيء. قال أبو جعفر : «من» هاهنا للتبعيض ولو كانت زائدة للتوكيد لا نقلب المعنى.
مذهب أبي العالية أن المعنى إن مما يتلى في الصلاة ، والتقدير على هذا إن تلاوة الصلاة مثل (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢]. قال أبو جعفر : وقد ذكرنا غير هذا.
(وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) مذهب الضحّاك أن المعنى : ولذكر الله عند ما يحرم فيترك أجلّ الذكر ، وقيل : المعنى : ولذكر الله النهي عن الفحشاء والمنكر أكبر أي كبير ، وأكبر يكون بمعنى كبير.
__________________
(١) انظر معاني الفراء ٢ / ٣١٧.
(٢) الشاهد بلا نسبة في لسان العرب (عنكب) و (هطل) ، وتهذيب اللغة ٣ / ٣٠٩ ، والمخصص ١٧ / ١٧ ، وديوان الأدب ١ / ٣٢٩ ، وتاج العروس (عنكب) و (هطل) ، ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٣١٧.