الكسائي : الأصل في «كم» كما فإذا قلت : كم مالك؟ فالمعنى : كأي شيء من العدد مالك ، قال : ومثل ذلك في الإبهام : له كذا وكذا درهما ، أي له كالعدد المذكور أو المشار إليه ثم كثر استعمالهم لذلك حتى قالوا : له كذا وإن لم يتقدّم شي ولم يشر إلى شيء. فإذا قلت : له عندي كذا درهما ، وجب له عند الكوفيين أحد عشر درهما ، فإذا قلت : له عندي كذا وكذا درهما ، وجب له أحد وعشرون درهما ، وإذا قلت : له عندي كذا درهم كانت مائة ، وإذا قلت : كذا دراهم كانت ثلاثة ، ولا يجوز عند البصريين الخفض بوجه ، وهي عندهم مبهمة يقع للقليل والكثير ، وزعم أبو عبيدة أن الحيوان والحياة والحيّ واحد. وغيره يقول : إنّ الحيّ جمع على فعول مثل عصيّ.
(وَلِيَتَمَتَّعُوا) لام كي ، ويجوز أن تكون لام أمر ، لأن أصل لام الأمر الكسر إلّا أنه أمر فيه معنى التهديد. ومن قرأ وليتمتّعوا (١) بإسكان اللام لم يجعلها لام كي ، لأن لام كي لا يجوز إسكانها.
(وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) لام توكيد ، ودخلت اللام في مع على أحد أمرين منهما أن تكون اسما ولام التوكيد إنما تدخل على الأسماء ومنها أن تكون حرفا فتدخل عليها لأن فيها معنى الاستقرار ، كما تقول : إنّ زيدا لفي الدار و «مع» إذا سكنت فهي حرف لا غير ، وإذا فتحت جاز أن تكون اسما وأن تكون حرفا ، والأكثر أن تكون حرفا جاء لمعنى إلّا أنها فتحت لما وقع فيها مما ليس في أخواتها.
__________________
(١) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد ٥٠٢ ، والبحر المحيط ٧ / ١٥٥.