أبين أنه من ذوات الواو ، وأن القول كما قال أبو إسحاق.
(مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ) أي لا يردّه الله جلّ وعزّ عنهم فإذا لم يردّه لم يتهيّأ لأحد دفعه ، ويجوز عند غير سيبويه (١) «لا مردّ له» وذلك عند سيبويه بعيد إلّا أن يكون في الكلام عطف. (يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) الأصل يتصدّعون أدغمت التاء في الصاد لقربها منها ، ويقال : تصدّع القوم ، إذا تفرقوا ومنه اشتق الصّداع لأنه يفرق شعب الرأس.
(وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا) خبر كان. (نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) اسمها ، ولو كان في غير القرآن لجاز رفع حقّ ونصب نصر ، لأن حقّا ، وإن كان نكرة ، فبعده علينا ، ولجاز رفعهما على أن تضمر في كان والخبر في الجملة. وفي الحديث : «من ردّ عن عرض صاحبه ردّ الله عنه نار جهنّم ثم تلا رسول الله صلىاللهعليهوسلم و (كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)» (٢).
(وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً) جمع كسفة وهي القطعة ، وفي قراءة الحسن وأبي جعفر وعبد الرحمن الأعرج. كسفا (٣) بإسكان السين ، وهو أيضا جمع كسفة كما يقال : سدرة وسدر ، وعلى هذه القراءة يكون المضمر الذي بعده عائدا عليه أي فترى الودق يخرج من خلال الكسف لأن كلّ جمع بينه وبين واحده «الهاء» لا غير ، التذكير فيه حسن ، ومن قرأ كسفا فالمضمر عنده عائد على الحساب ، وفي قراءة الضحاك فترى الودق يخرج من خلله (٤) ويجوز أن يكون خلال جمع خلل.
__________________
(١) انظر الكتاب ١ / ١٠٤.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده ٦ / ٤٥٠ ، والترمذي في سننه رقم (١٩٣١) ، والمنذري في الترغيب والترهيب ٣ / ٥١٧ ، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين ٦ / ٢٨٤.
(٣) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد ٥٠٨. وتيسير الداني ١٤٢.
(٤) انظر إعراب الآية ١٢ من سورة الروم.