عائشة رضي الله عنها قالت في قوله : (وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ) أبو سفيان وعيينة ابن برد ، رجع أبو سفيان إلى تهامة وعيينة إلى نجد. (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بأن أرسل عليهم الريح حتى رجعوا فرجعت بنو قريظة إلى صياصيهم. قال أبو جعفر :
فكفي أمر بني قريظة بالرعب حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ رحمة الله عليه فحكم بقتل مقاتلتهم وسبي ذراريهم. (وَكانَ اللهُ قَوِيًّا) أي لا يردّ أمره (عَزِيزاً) لا يغلب.
وبيّن هذا في بني قريظة قال جلّ ثناؤه (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) قال محمد بن يزيد : أصل الصيصية ما يمتنع به فالحصن صيصية ويقال لقرون البقر : صياص لامتناعها. وكذا يقال في شوكة الديك قال : ويقال الشوكة الحائك صيصية تشبيها بها ، وأنشد : [الطويل]
٣٤٣ ـ كوقع الصّياصي في النّسيج الممدّد (١)
(فَرِيقاً) نصب بتقتلون. و (فَرِيقاً) نصب بتأسرون ، وحكى الفراء (٢) «تأسرون» بضم السين.
(وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً) لأن المهاجرين لم تكن لهم بالمدينة دور.
(فَتَعالَيْنَ) نون المؤنّث فيه وهي لا تحذف لأنه مبنيّ ولو حذفت لأشكل. قال الخليلرحمهالله : الأصل في تعال : ارتفع ثم كثر استعمالهم حتى قيل للمتعالي : تعال أي أنزل.
(وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً) قراءة أهل الحرمين والحسن وأبي عمرو
__________________
(١) الشاهد لدريد بن الصمة في ديوانه ٦٣ ، ولسان العرب (نوش) و (صيص) ، و (شيق) و (صيا) ، وكتاب العين ٧ / ١٧٦ ، وتهذيب اللغة ١٢ / ٢٦٦ ، وتاج العروس (صيص) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٢٤٢ ، والمخصص ١٢ / ٢٦٠.
وصدره : «غداة دعاني والمرماح ينشنه»
(٢) انظر معاني الفراء ٢ / ٣٤١.