ثم أدغم. (وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلاً) نعت لمصدر أو لظرف.
(لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ) (١) (حَسَنَةٌ) أي في خروجه إلى الخندق وصبره ، وقرأ عاصم (أُسْوَةٌ) بضم الهمزة. والكسر أكثر في كلام العرب والجمع فيهما جميعا واحد عند الفراء ، والعلّة عنده في الضمّ على لغة من كسر في الواحد الفرق من ذوات الواو وذوات الياء فيقولون : كسوة وكسى ، ولحية ولحي. (لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) لا يجوز عند النحويين الحذّاق أن يكتب «يرجو» إلّا بغير ألف إذا كان لواحد ؛ لأن العلّة التي في الجمع ليست في الواحد. (وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً) أي ذكرا كثيرا.
(وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ) ومن العرب من يقول : راء على القلب. (قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ) إن جعلت «ما» بمعنى الذي فالهاء محذوفة ، وإن جعلتها (٢) مصدرا لم يحتج إلى عائد. (وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً) قال الفراء : وما زادهم النظر إلى الأحزاب. قال أبو جعفر : وسمعت علي بن سليمان يقول : رأى يدلّ على الرؤية ، وتأنيث الرؤية غير حقيقي. والمعنى : وما زادهم الرؤية ، مثل من كذب كان شرّا له.
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ) رفع بالابتداء ، وصلح الابتداء بالنكرة لأن «صدقوا» في موضع النعت. قال أبو إسحاق : «ما» في موضع نصب. قال أبو جعفر : يقال : صدقت العهد أي وفيت به. (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) «من» في موضع رفع بالابتداء ، وقد ذكرنا معناه.
(وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا) قال محمد بن عمرو عن أبيه عن جدّه عن
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١٤٥.
(٢) انظر تفسير الطبري ٢١ / ١٤٩.