اتصال الكلام بها ، وهو قوله جلّ وعزّ (أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً) فهذا فيه معنى الأمر بقتلهم وأخذهم أي هذا حكمهم وهذا أمرهم أن يؤخذوا ويقتلوا إذ كانوا مقيمين على النفاق والإرجاف. وفي الحديث عن النبي صلىاللهعليهوسلم «خمس يقتلن في الحرم» (١) فهذا فيه معنى الأمر كالآية سواء. وهذا من أحسن ما قيل وفي الحديث عن النبي صلىاللهعليهوسلم «خمس يقتلن في الحرم». (لَنُغْرِيَنَّكَ) لام القسم واليمين واقعة عليها وأدخلت اللام في إن توطئة لها (ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلاً) فكان الأمر كما قال جلّ وعزّ لأنهم لم يكونوا إلا أقلاء فهذا أحد جوابي الفراء(٢) ، وهو الأولى عنده أي إلا في حال قتلهم ، والجواب الآخر أن يكون المعنى : إلّا وقتا قليلا.
(مَلْعُونِينَ) هذا تمام الكلام عند محمد بن يزيد ، وهو منصوب على الحال أي ثم لا يجاورونك إلا أقلاء. عن بعض النحويين أنه قال يكون المعنى أينما أخذوا ملعونين ، وهذا خطأ لا يعمل ما كان مع المجازاة فيما قبله.
(سُنَّةَ اللهِ) نصب على المصدر أي سنّ الله جلّ وعزّ فيمن أرجف بالأنبياء وأظهر نفاقه أن يؤخذ ويقتل.
(إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً) فأنّث لأن السعير بمعنى النار. (خالِدِينَ فِيها أَبَداً).
(يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) وحكى الفراء (٣) «يوم تقلّب» بمعنى تتقلّب. ويوم نقلّب وجوههم في النار (يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) هذه الألف تقع في الفواصل لتتفق فيوقف عليها ولا يوصل بها.
وقرأ الحسن إنّا أطعنا ساداتنا بكسر التاء لأنه جمع مسلّم لسادة ، وكان في هذا زجر عن التقليد.
__________________
(١) انظر معاني الفراء ٢ / ٣٥٠.
(٢) انظر معاني الفراء ٢ / ٣٥٠.
(٣) انظر تيسير الداني ١٤٥ ، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٥٢٣ والبحر المحيط ٧ / ٢٤٢.