ويعزب. قال الفراء (١) : والكسر أحبّ إليّ ، وهي قراءة الأعمش. (وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ) بالفتح تعطفهما على «ذرّة» ، وقراءة العامة بالرفع على العطف على مثقال.
(لِيَجْزِيَ) منصوب بلام كي ، والتقدير لتأتينّكم ليجزي.
وقرأ طلحة وعيسى (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) (٢) بالرفع على النعت لعذاب.
(وَيَرَى) في موضع نصب معطوف على ليجزي ، ويجوز أن يكون في موضع رفع على أنه مستأنف (الَّذِينَ) في موضع رفع بيرى. (أُوتُوا الْعِلْمَ) خبر ما لم يسمّى فاعله ، (الَّذِي) في موضع نصب على أنه مفعول أول ليرى (هُوَ الْحَقَ) مفعول ثان «وهو» فاصلة والكوفيون يقولون : عماد ، ويجوز الرفع على أن يكون «هو» مبتدأ و «الحقّ» خبره والنصب أكثر فيما كانت فيه الألف واللام عند جميع النحويين ، وكذا ما كان نكرة لا تدخله الألف واللام فيشبه المعرفة فإن كان الخبر اسما معروفا نحو قولك : كان أخوك هو زيد. وزعم الفراء (٣) أن الاختيار فيه الرفع وكذا : كان أبو محمد هو عمرو.
وعلّه في اختياره الرفع أنه لما لم يكن فيه ألف ولام أشبه النكرة في قوله : كان زيد هو جالس ، لأن هذا لا يجوز فيه إلا الرفع.
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ) وإن شئت أدغمت اللام في النون لقربها منها (يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ) والمعنى : يقول لكم «وإذا» في موضع نصب ، والعامل فيها مزّقتم ، ولا يجوز أن يكون العامل فيها ينبئكم لأنه ليس يخبرهم ذلك الوقت ، ولا يجوز أن يكون العامل فيها ما بعد أنّ لأنه لا يعمل فيما قبله ، وأجاز أبو إسحاق أن يكون العامل فيها محذوفا ، والتقدير : إذا مزّقتم كلّ ممزّق بعثتم.
__________________
(١) انظر معاني الفراء ٢ / ٢٥١.
(٢) انظر تيسير الداني ١٤٦.
(٣) انظر معاني الفراء ٢ / ٣٥٢.