مكسورة إلّا في قول الكسائي فإنّه يجيز فتحها ؛ لأن في الكلام معنى : أقسم.
قال الضحاك : أي على طريقة مستقيمة. قال قتادة : أي على دين مستقيم. قال أبو إسحاق : (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) خبر بعد خبر ، قال : ويجوز أن يكون من صلة المرسلين أي الذين أرسلوا على صراط مستقيم.
هذه قراءة أهل المدينة وأبي عمرو ، وقرأ الكوفيون وعبد الله بن عامر اليحصبي (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) (١) بالنصب وحكي الخفض. قال أبو جعفر : فالرفع على إضمار مبتدأ أي الذي أنزل إليك تنزيل العزيز الرحيم ، والنصب على المصدر ، والخفض على البدل من القرآن.
(لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ ما) لا موضع لها من الإعراب عند أكثر أهل التفسير ؛ لأنها نافية ، وعلى قول عكرمة موضعها النصب ؛ لأنه قال : أي قد أنذر آباؤهم فتكون على هذا مثل قوله : (فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً) [فصلت : ١٣] أي بصاعقة. (فَهُمْ غافِلُونَ) ابتداء وخبر.
(لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ) أي حقّ القول عليهم بالعذاب لكفرهم ، ومثله (وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ) [الزمر : ٧١].
(إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً) عن ابن عباس أنه قال : إن أبا جهل أقسم لئن رأيت محمدا صلىاللهعليهوسلم يصلّي لأدمغنّه فأخذ حجرا والنبي صلىاللهعليهوسلم يصلّي ليرميه به. فلما أومأ به إليه جفّت يده على عنقه ، والتصق الحجر بيده فهو على هذا تمثيل أي بمنزلة من غلّت يده إلى عنقه. وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال : قرأ ابن عباس إنّا جعلنا في أيمانهم (٢) أغلالا فهي إلى الأذقان قال أبو إسحاق وقرئ إنّا جعلنا في أيديهم أغلالا قال أبو جعفر : هذه القراءة على التفسير ، ولا يقرأ بما خالف المصحف ، وفي
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١٤٩ ، ومختصر ابن خالويه ١٢٤.
(٢) انظر معاني الفراء ٢ / ٣٧٣.