(وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ) لم ينصرفا ، لأنهما من الجموع التي لا نظير لها في الواحد ولا يجمع.
هذه اللغة الفصيحة ومن العرب من يأتي بأن فيقول : لعلّه أن ينصر.
(لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ) يعني الآلهة ، وجمعوا على جمع الآدميين لأنه أخبر عنهم بخبرهم (وَهُمْ) يعني الكفار (لَهُمْ) الآلهة (جُنْدٌ مُحْضَرُونَ) قال الحسن : يمنعون منهم ويدفعون عنهم ، وقال قتادة : يغضبون لهم.
(فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ) هذه هي اللغة الفصيحة. ومن العرب من يقول : يحزنك (إِنَّا) بكسر الهمزة فيما بعد القول لأنه مستأنف.
(قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) حذفت الضمة من الياء لثقلها ، ولا يجوز الإدغام لئلا يلتقي ساكنان وكذا (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ).
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً) فذكّر الشجر ومن العرب من يقول : الشجر الخضراء كما قال جلّ وعزّ : (لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ) [الواقعة : ٥٢ ، ٥٣].
وحكي أن سلاما أبا المنذر قرأ (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى) (١) أي إن خلق السموات والأرض أعظم من خلقهم ، فالذي خلق السموات والأرض يقدر على أن يبعثهم (٢).
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٧ / ٣٣٣.
(٢) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد ٥٤٤.