أي صالحا من الصالحين وحذف مثل هذا كثير.
أي إنه يكون حليما في كبره.
قال أبو جعفر : فاختلف العلماء في المأمور بذبحه ، فقال أكثرهم : الذبيح إسحاق فممن قال ذلك العباس بن عبد المطلب وابنه عبد الله ذلك الصحيح عنه ورواه الثوري عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال : المفديّ إسحاق. وروى الثوري وابن جريج عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :
الذبيح إسحاق ، وهذا هو الصحيح عن عبد الله بن مسعود رواه شعبة عن أبي إسحاق عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود : أن رجلا قال : أنا ابن الأشياخ الكرام ، فقال عبد الله : ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله ، وقد روى حمّاد ابن زيد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلوات الله عليهم أجمعين» (١). وروى أبو الزبير عن جابر قال : الذّبيح إسحاق ، وذلك مرويّ أيضا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعبد الله بن عمر أنّ الذبيح إسحاق عليهالسلام ، فهؤلاء ستة من الصحابة ومن التابعين وغيرهم منهم علقمة والشّعبي ومجاهد وسعيد بن جبير وعبد الله بن أبي الهذيل ومالك بن أنس وكعب الأحبار قالوا : الذبيح إسحاق صلىاللهعليهوسلم.
قال أبو جعفر : أما من قال : هو إسماعيل صلىاللهعليهوسلم فأبو هريرة ، وهو يروي عن ابن عمر ثم تكلّم العلماء بعد ذلك فمنهم من قال : نصّ التأويل يدلّ على أنه إسماعيل عليهالسلام لأن الله جلّ وعزّ قال : (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا) [الصافات : ١١٢] فكيف يأمره بذبحه وقد وعده أن يكون نبيا فهذا قد قيل ، وليس بقاطع والله جلّ وعزّ أعلم لأن البشارة بنبوته في ما روي بشارة ثابتة بعد الأمر بذبحه ثوابا على ما كان منه. فأمّا وعده بأن يكون من إسحاق ابن ، فكيف يأمره بذبحه فقد يجوز أن يكون ولد لإسحاق غير ولد لأنه قد بلغ السعي ، فظاهر التنزيل يدلّ على أن الذبيح إسحاق ؛ لأنه أخبر جلّ وعزّ أنه فدى الغلام الحليم الذي بشر به إبراهيم حين قال : (هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) فإذا كان
__________________
(١) أخرجه أحمد في مسنده ٨ / ٨٦.