قال أبو جعفر : والواو من حروف المعاني فلا يجوز أن تزاد. وفي قراءة ابن مسعود فلما سلّما وناديناه أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا (١) أي فعلت ما أمرت به ، وما رأيته في النوم.
(إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) أي نجزيهم بالخلاص من الشدائد في الدنيا والآخرة.
أي النعمة الظاهرة يقال : أبلاه الله بلاء وإبلاء إذا نعم عليه ، وقد يقال : بلاه قال زهير : [الطويل]
٣٧٢ ـ جزى الله بالإحسان ما فعلا بكم |
|
وأبلاهما خير البلاء الّذي يبلو (٢) |
فزعم قوم أنه جاء باللغتين ، وقال آخرون : بل الثاني من بلاه يبلوه إذا اختبره ولا يقال في الاختبار إلّا بلاه يبلوه ، ولا يقال من الابتلاء بلاه. وأصل هذا كلّه من الاختبار لأن الاختبار يكون بالخير والشرّ. قال جلّ وعزّ (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) [الأنبياء : ٣٥] وقال ابن زيد : هذا في البلاء الذي نزل به في أن يذبح ابنه ، قال : وهذا من البلاء المكروه.
الذبح اسم المذبوح وجمعه ذبوح ، والذبح بالفتح المصدر.
وروى الثوري عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس في قول الله جلّ وعزّ (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) قال : بشّر بنبوّته ، وذهب إلى أنّ البشارة به كانت مرتين.
(وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ) أي ثبتنا عليهما النعمة.
قال أبو إسحاق : في معنى (وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) من الغرق الذي لحق آل فرعون.
(وَنَصَرْناهُمْ) موسى وهارون وقومهما ، وذهب الفراء (٣) إلى أنه لموسى وهارون وحدهما واعتلّ بأن الاثنين جمع.
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٧ / ٣٥٥ ، والمحتسب ٢ / ٢٢٢.
(٢) انظر ديوانه ص ١٠٩ ، واللسان (بلا).
(٣) انظر معاني الفراء ٢ / ٣٩٠.