روى أبو إسحاق عن عبيدة بن ربيعة عن عبد الله بن مسعود قال : إسرائيل هو يعقوب وإلياس : هو إدريس ، وقيل : هو الخضر قال الفراء : إن أخذت إلياس من الأليس صرفته.
روى الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس (أَتَدْعُونَ بَعْلاً).
قال صنما ، وروى عطاء بن السائب عن عكرمة عن ابن عباس (أَتَدْعُونَ بَعْلاً) قال: ربّا. قال أبو جعفر : القولان صحيحان أي تدعون صنما عملتموه ربّا. (أَتَدْعُونَ) بمعنى أتسمّون ، حكى ذلك سيبويه (وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ).
بالنصب قراءة الربيع بن خثيم والحسن وابن أبي إسحاق ويحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي وإليها يذهب أبو عبيد وأبو حاتم ، وحكى أبو عبيد : أنها على النعت. قال أبو جعفر : وهذا غلط وإنما هو البدل ولا يجوز النعت هاهنا لأنه ليس بتحلية ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر وشيبة ونافع الله ربكم بالرفع.
قال أبو حاتم : بمعنى هو الله ربّكم. قال أبو جعفر : وأولى مما قال إنه مبتدأ وخبر بغير إضمار ولا حذف ، ورأيت علي بن سليمان يذهب إلى أن الرفع أولى وأحسن لأن قلبه رأس آية فالاستئناف أولى.
قراءة الأعرج وشيبة ونافع وفيها قراءتان أخريان : قرأ عكرمة وأبو عمرو وحمزة والكسائي سلام على إلياسين (١) وقرأ الحسن سلام على الياسين (٢) بوصل الألف كأنها «ياسين» دخلت عليها الألف واللام للتعريف. فمن قرأ سلام على آل ياسين كأنه والله أعلم جعل اسمه «الياس» و «ياسين» ثم سلّم على آله أي أهل دينه ومن كان على مذهبه وعلم أنه إذا سلم على آله من أجله فهو داخل في السلام ، كما قال النبي صلىاللهعليهوسلم «صلّ على آل أبي أوفى» (٣) وقال جلّ وعزّ (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) [غافر : ٤٦] فأما «الياسين» فللعلماء فيها غير قول روى هارون عن ابن أبي إسحاق
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٧ / ٣٥٨ ، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٥٤٩ ، وتيسير الداني ١٥١.
(٢) انظر البحر المحيط ٧ / ٣٥٨ ، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٥٤٩ ، وتيسير الداني ١٥١.
(٣) أخرجه أبو داود في سننه ـ الزكاة رقم الحديث (١٥٩٠) ، وابن ماجة في سننه الزكاة رقم الحديث (١٧٩٦).