اليمن تبّعا ، وهم التبابعة ، ومن ملك فارس كسرى ، وقال محمد بن يزيد : كسرى بفتح الكاف ، ومن ملك الروم قيصر وهرقل و (ذُو الْأَوْتادِ) نعت.
(إِنْ كُلٌ) بمعنى ما كلّ (إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ) الأصل إثبات الياء ، وحذفت لأنه رأس آية والكسرة دالّة عليها.
(وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ) بمعنى ما ينتظر ومنه (انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) [الحديد : ١٣] (إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) قال عبد الله بن عمر : لم تكن صيحة في السماء إلا بغضب من الله جلّ وعزّ على أهل الأرض. (ما لَها مِنْ فَواقٍ) (١) قراءة أبي جعفر وشيبة ونافع وأبي عمرو وعاصم ، ومن فواق بضم القاف قراءة يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي. وأصحّ ما قيل فيهما أنهما لغتان بمعنى واحد ، وحكى ذلك الكسائي والفراء.
(وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا) من أحسن ما قيل في معناه ما قاله سعيد بن جبير قال :
قالوا : ربّنا عجّل لنا نصيبنا في الآخرة قبل يوم الحساب. وهو مشتقّ من قططت الشيء أي قطعته. فالنصيب قطعة تقطع للإنسان ، وذلك معروف في كلام العرب أن يقال في النصيب : قطّ ويقال للكتاب المكتوب بالجائزة قطّ كما قال الأعشى : [الطويل]
٣٧٨ ـ ولا الملك النّعمان يوم لقيته |
|
بإمّته يعطي القطوط ويأفق (٢) |
«بإمّته» أي بنعمته وحاله الجليلة ، و «يافق» يصلح «القطوط» جمع قطّ وهو الكتاب بالجائزة ، ويقال في جمعه : قططة ، وفي القليل أقطّ وأقطاط.
(وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ) نعت. والأيد والآد كما يقال : العيب والعاب ، ومنه رجل أيّد. (إِنَّهُ أَوَّابٌ) قال الضحاك : أي ثواب ، وعن غيره أنه كان كلّما ذكر ذنبه أو خطر على باله استغفر منه كما قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «إنّي لاستغفر في اليوم والليلة مائة
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١٥ ، والبحر المحيط ٧ / ٣٧٣.
(٢) الشاهد للأعشى في ديوانه ٢٦٩ ، ولسان العرب (قطط) و (أفق) ، وتهذيب اللغة ٨ / ٢٦٤ ، وكتاب الجيم ٣ / ٦٦ ، ومقاييس اللغة ١ / ١١٦ ، وجمهرة اللغة ١٥٠ ، وكتاب العين ٥ / ٢٢٧ ، ومجمل اللغة ٤ / ١١٥ ، وتاج العروس (قطط) و (أفق) ، وبلا نسبة في المخصص ٤ / ١٠٢.