وفي مسكنهم على أنه مصدر. وقال محمد بن يزيد ، فيما حكاه لنا عنه علي بن سليمان : وهذا معنى كلامه. قال : يهدي يدلّ على الهدى ، فالفاعل هو الهدى. قال أبو إسحاق : «كم» في موضع نصب بأهلكنا. روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) قال : لأولي التّقى.
قال : (لَكانَ لِزاماً) أي موتا (وَأَجَلٌ مُسَمًّى) معطوف على «كلمة» ، وواحد الإناء إني. لا يعرف البصريون غيره ، وحكى الفراء في واحد الإناء إنّى ـ مقصورة واحد الآنية ـ إنا ممدود ، وللفراء في هذا الباب في كتاب «المقصور والممدود» أشياء ـ قد جاء بها على أنها فيها مقصور وممدود ، مثل الإناء والإنى ، والوراء والورى ـ قد أنكرت عليه ، ورواها الأصمعي وابن السكيت والمتقنون من أهل اللغة على خلاف ما روي ، والذي يقال في هذا أنه مأمون على ما رواه غير أنّ سماع الكوفيين أكثره عن غير الفصحاء.
(وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ) وهم الأغنياء ، أي لا تنظر إلى ما أعطي الكفار في الدنيا. وقرأ عيسى بن عمر وعاصم الجحدري (زَهْرَةَ) (١) بفتح الهاء. قال أبو إسحاق «زهرة» منصوبة بمعنى متّعنا ، لأن معناه جعلنا لهم الحياة الدّنيا زهرة (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) أي لنختبرهم ، ونشدّد التعبّد عليهم ؛ لأن الأغنياء يشتد عليهم التواضع ، والمحنة عليهم أشدّ. (وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى) قال الفراء (٢) : أي ثواب ربك. وحكى الكسائي (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى) قال : ويجوز على هذا (بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى) قال أبو جعفر: إذا نوّنت بيّنة ورفعت جعلت «ما» بدلا منها ، وإذا نصبتها على الحال. والمعنى : أو لم يأتهم ما في الصحف الأولى مبيّنا. (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ) قيل : من قبل التنزيل ، وقال الفراء : من قبل الرسول. (فَنَتَّبِعَ آياتِكَ) جواب لو لا.
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٦٩ ، ومختصر ابن خالويه ٩٠.
(٢) انظر معاني الفراء ٢ / ١٩٦.