(وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ) والزبور والكتاب واحد ، فلذلك جاز أن يقال للتوراة والإنجيل: زبور ، من زبرت أي كتبت ، وجمعه زبر ، ومن قال : زبور جعله جمع زبر (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) أحسن ما قيل فيه أنه يراد بها أرض الجنة لأن الأرض التي في الدنيا قد ورثها الصالحون وغيرهم.
قال سفيان : بلغني أنهم أهل الصلوات الخمس.
قال سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان محمد عليهالسلام رحمة لجميع الناس فمن آمن به وصدّق به سعد ومن لم يؤمن به سلم مما لحق الأمم من الخسف والغرق.
يجوز أن يكون «إنّما» بالكسر ؛ لأن معنى يوحى إلىّ : يقال إليّ.
(وَإِنْ أَدْرِي) بمعنى ما أدري ، وأدري في موضع رفع لأنه فعل مستقبل لم يقع عليه ناصب ولا جازم ، وحذفت الضمة من الياء لثقل الضمة فيها. (أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ) قيل : يعني القيامة.
(وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ) قيل : يعني وما أدري لعلّ الإمهال فتنة لكم أي اختبار وتشديد في العبادة. (وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) إلى انقضاء المدة.
(قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ) (١) في موضع نصب ؛ لأنه نداء مضاف ، ومن قرأ أحكم بالحقّ (٢) فهو ابتداء وخبر ، وعن أبي جعفر أنه قرأ ربّ احكم بالحقّ (٣) وهذا عند النحويين لحن. لا يجوز عندهم : رجل أقبل ، حتّى تقول : يا رجل ، أو ما أشبهه :
(وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ) أي على ما تصفونه من الكفر.
__________________
(١) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد ٤٣١ ، والبحر المحيط ٦ / ٣١٩.
(٢) انظر البحر المحيط ٦ / ٣١٩ ، ومختصر ابن خالويه ٩٣.
(٣) انظر البحر المحيط ٦ / ٣١٩ ، ومختصر ابن خالويه ٩٣.