النار ليعذّبوهم بها إمّا بأن تحمى وتلصق بهم ، وإمّا يبكّتوا بعبادتها ، و «ما» في موضع نصب عطفا على اسم إن والخبر (حَصَبُ جَهَنَّمَ) أي يرمى بالحصباء.
(وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ) ابتداء وخبر ، ويجوز نصب خالدين في غير القرآن.
قيل : في الكلام حذف ، والمعنى ـ والله أعلم ـ وهم فيها لا يسمعون شيئا يسرّهم لأنهم صمّ.
(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) قيل : يعني بها الجنة ، وقيل : يعني بها الوعد.
(أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) ابتداء وخبر في موضع خبر إن.
(لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها) قال أبو عثمان النهدي : على الصراط حيّات تلسع أهل النار فيقولون : حسّ حسّ.
(لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) على لغة من قال : حزن يحزن ، وهي أفصح اللغتين ، وبها قرأ الكوفيون في جميع القرآن وقرأ ابن محيصن بلغة من قال : أحزن يحزن في جميع القرآن ، وبها قرأ نافع إلّا في هذا الحرف ، وبها قرأ أبو جعفر في هذا الحرف خاصة ، وقرأ كل ما في القرآن من نظائرها على لغة من قال حزن يحزن.
(كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) قال سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله بن مسعود قال : يرسل الله ماءا من تحت العرش كمنيّ الرجال فتنبت منه لحما منهم وجسمانهم كما تنبت الأرض بالثرى ، وقرأ (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ). قال أبو جعفر : في قوله جلّ وعزّ : (وَعْداً عَلَيْنا) حذف والمعنى ـ والله أعلم ـ علينا إنجازه والوفاء به ثم أكّد ذلك بقوله جلّ وعزّ (إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) قال أبو إسحاق : معنى (إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) إنّا كنا قادرين على فعل ما نشاء.