وحكى أبو عبد الرحمن السلمي (فِي مِرْيَةٍ) بضم الميم والكسر أعرف (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً) قال محمد بن يزيد : هو مصدر في موضع الحال (أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) سمّي يوم القيامة عقيما لأنّه ليس يعقب بعده يوما مثله.
فتصبح ليس بجواب وإنما هو خبر عند الخليل رحمهالله. قال الخليل : المعنى انتبه أنزل من السماء ماءا فكان كذا وكذا كما قال : [الطويل]
٣٠٤ ـ ألم تسأل الرّبع القوّاء فينطق |
|
وهل تخيرنك اليوم بيداء سملق (١) |
وقال الفراء (٢) : «ألم تر» خبر ، كما تقول في الكلام : اعلم أنّ الله تبارك وتعالى ينزل من السماء ماءا فتصبح الأرض مخضرة.
(وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ) وسخر الفلك ، ويجوز أن يكون المعنى وأنّ الفلك ، ويجوز الرفع على الابتداء (وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ) في موضع نصب أي ويمسك السماء كراهة أن تقع على الأرض.
(قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ) فيها ثلاثة أوجه : الرفع بمعنى هو النار أو هي
__________________
(١) الشاهد لجميل بثينة في ديوانه ١٣٧ ، والأغاني ٨ / ١٤٦ ، وخزانة الأدب ٨ / ٥٢٤ ، والدرر ٤ / ٨١ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٠١ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٤٠ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٧٤ ، وشرح المفصّل ٧ / ٣٦ ، ولسان العرب (سملق) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٠٣ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ١٨٥ ، والجنى الداني ص ٧٦ ، والدرر ٦ / ٨٦ ، والردّ على النحاة ص ١٢٧ ، والكتاب ٣ / ٣٧ ، ورصف المباني ص ٣٧٨ ، ولسان العرب (حدب) ومغني اللبيب ١ / ١٦٨ ، وهمع الهوامع ٢ / ١١.
(٢) انظر معاني الفراء ٢ / ٢٢٩.