(مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ) (٣)
قيل : المعارج درج الجنّة ، وروى ابن نجيح عن مجاهد قال : السماء.
(تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (٤)
وفي قراءة عبد الله «يعرج» (١) على تذكير الجميع. (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) قال أبو جعفر : قد ذكرنا فيه أقوالا ، وأعلى ما قيل فيه عن ابن عباس أنه قال : هو يوم القيامة ، وأن المعنى مقدار محاسبة الله جلّ وعزّ الخلق فيه وإثابته ومعاقبته إياهم مقدار ذلك خمسون ألف سنة لو كان غيره المحاسب ، ويدلّ على هذا حديث أبي سعيد الخدري قيل : يا رسول الله ما أطول هذا اليوم فقال : «إنّه على المؤمن أخفّ من صلاة مكتوبة يصلّيها» (٢).
(فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً) (٥)
(فَاصْبِرْ) على أذاهم. (صَبْراً جَمِيلاً) لا جزع فيه.
(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً) (٦)
لأنهم لا يؤمنون به. قيل : الضمير في «إنهم» للكافرين وفي «يرونه» للعذاب.
(وَنَراهُ قَرِيباً) (٧)
لأنه كائن ، وكلّ كائن قريب.
(يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ) (٨)
يكون التقدير : يقع هذا أو يبصرونهم يوم تكون السّماء كالمهل ، وأضيف يوم إلى الفعل ، لأنه بمعنى المصدر وعطف عليه.
(وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ) (٩)
جمع عهنة ، ويقال عهون.
(وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (١٠) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ) (١١)
(يُبَصَّرُونَهُمْ) في هذا المضمر اختلاف عن العلماء فعن ابن عباس يبصّر الحميم حميمه أي يراه ويعرفه ثم يفرّ منه. فهذا قول ، وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد يبصر
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١٧٤ ، ومعاني الفراء ٣ / ١٨٤ ، والبحر المحيط ٨ / ٣٢٧.
(٢) انظر البحر المحيط ٨ / ٣٢٧.