المؤمنون الكافرين وعن ابن زيد يبصّر في النار التابعون للمتبوعين. قال أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال بالصواب القول الأول ؛ لأنه قد تقدّم ذكر الحميم فيكون الضمير راجعا عليه أولى من أن يعود على ما لم يجر له ذكر (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ) بنيت «يومئذ»(١) لمّا أضيفت إلى غير معرب ، وإن شئت خفضتها بالإضافة فقرأت (مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ).
(وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ) (١٣)
(وَفَصِيلَتِهِ) والجمع فصائل وفصل وفصلان.
(وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ) (١٤)
أي ثم ينجيه الافتداء لأن (يَفْتَدِي) يدلّ على الافتداء.
(كَلاَّ إِنَّها لَظى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوى) (١٦)
(كَلَّا) تمام حسن (إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى) بين النحويين في هذا اختلاف تكون لظى في موضع نصب على البدل من قولك «ها» ونزّاعة خبر «إنّ» ، وقيل : (لَظى) في موضع رفع على خبر «إن» و (نَزَّاعَةً) خبر ثان أو بدل على إضمار مبتدأ ، وقيل : إنّ «ها» كناية عن القصة و (لَظى نَزَّاعَةً) مبتدأ وخبره وهما خبر عن «إنّ» وأجاز أبو عبيد (نَزَّاعَةً) (٢) بالنصب ، وحكى أنه لم يقرأ به. قال أبو جعفر : وأبو العباس محمد بن يزيد لا يجيز النصب في هذا ؛ لأنه لا يجوز أن يكون إلا نزاعة للشوى ، وليس كذا سبيل الحال.
(تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى) (١٧)
مجاز لأنه يروى أن خزنتها ينادون : ائتونا بمن أدبر وتولّى عن طاعة الله ، وروى سعيد عن قتادة : تدعو من أدبر عن طاعة الله وتولّى عن كتابه وحقّه.
(وَجَمَعَ فَأَوْعى) (١٨)
أي جعل المال في وعاء ولم يؤدّ منه الحقوق. ويقال : وعيت العلم وأوعيت المتاع.
(إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (١٩) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (٢٠) وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) (٢١)
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١٧٤ (قرأ نافع والكسائي بفتح الميم والباقون بخفضها).
(٢) انظر تيسير الداني ١٧٤ ، والبحر المحيط ٨ / ٣٢٨.