(خُلِقَ) في موضع خبر «إنّ» ونصبت (هَلُوعاً) على الحال المقدّرة والهلوع فيما حكاه أهل اللغة الذي يستعمل في حال الفقر ما لا ينبغي أن يستعمله من الجزع وقلة التأسّي وفي الغنى ما لا ينبغي أن يستعمله من منع الحقّ الواجب وقلة الشكر. وقد بين هذا بقوله : (إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) ونصبت (جَزُوعاً) و (مَنُوعاً) على النعت لهلوع ، ويجوز أن يكون التقدير صار كذا.
(إِلاَّ الْمُصَلِّينَ) (٢٢)
نصب على الاستثناء.
(الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) (٢٣)
نعت.
(وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ) (٢٤)
عطف عليه روى سعيد بأن قتادة قال : الصدقة المفروضة ، وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ) قال : يقول سوى الصدقة يصل بها رحما ويقوّي بها ضعيفا أو يحمل بها كلّا أو يعين بها محروما.
(لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (٢٥)
قال أبو جعفر : صح عن ابن عباس قال : المحروم المحارف ، وعن قتادة السائل الذي يسأل بكفّه ، والمحروم المتعفّف أي الذي لا يسأل ، ولكل عليك حقّ يا ابن آدم ، وعن ابن زيد «المحروم» الذي احترق زرعه.
(وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (٢٦) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٢٧) إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (٢٨) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٢٩) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٣٠) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (٣١) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (٣٢) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (٣٣) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) (٣٤)
(وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) في موضع نصب كله معطوف على نعت المصلين وكذا (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) وكذا (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ) قال أبو جعفر وقراءة أبي عبد الرحمن والحسن (بِشَهاداتِهِمْ) (١) قال أبو جعفر : شهادة مصدر فذلك قرأها جماعة على التوحيد ، ويجوز أن يكون واحدا يدل على جمع ، وكذا (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ).
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١٧٤.