الحمار فلا يقدر يأكل بها كالبهائم فتفضّل الله جلّ وعزّ عليه وفضّله ، وقال الحسن : كنا نقدّر أن نجعل أصابعه قدرا واحدا ولا يكون لها حسن ولا يكاد ينتفع بها.
(بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ) (٥)
هذه لام كي وقولهم لام «إنّ» لا معنى له ، ولكن يريد يدلّ على الإرادة أي إرادته ليفجر أمامه.
(يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ) (٦)
التقدير أي وقت يوم القيامة ، وفتحت النون من إيان لالتقاء الساكنين.
(فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧) وَخَسَفَ الْقَمَرُ) (٨)
(فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ) (٧) قراءة أبي عمرو وعاصم وشيبة وحمزة والكسائي ، وقرأ نصر بن عاصم وابن أبي إسحاق وأبو جعفر ونافع (فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ) (١) بفتح الراء ومعنى الكسر بيّن أي حار وفزع من الموت ومن أمر القيامة وبرق ولمع. قال الحسن وقتادة : (وَخَسَفَ الْقَمَرُ) (٨) ذهب ضوءه.
(وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) (٩)
يقال : الشّمس مؤنثة بلا اختلاف فكيف لم يقل ، وجمعت ففي هذا أجوبة منها أن التقدير وجمع بين الشمس والقمر فحمل التذكير على بين ، وقيل : لما كان وجمع الشمس لا يتمّ به الكلام حتى يقال : والقمر وكان القمر مذكّرا كان المعنى جمعا فوجب أن يذكر فعلهما في التقديم كما يكون في التأخير. وأولى ما قيل فيه قول الكسائي ، قال : المعنى : وجمع النوران أي الضياءان وفي موضع آخر : (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي)] الأنعام : ٧٨] وأما محمد بن يزيد فيقول : هذا كلّه تأنيث غير حقيقي ؛ لأنه لم يؤنّث للفرق بين شيء وشيء فلك تذكيره ؛ لأنه بمعنى شخص وشيء.
(يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ) (١٠)
فهذا مصدر بلا اختلاف أي أين الفرار؟ وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال : سمعت ابن عباس يقرأ (أَيْنَ الْمَفَرُّ) (٢) قال أبو جعفر : هذا إسناد مستقيم ، وهو عند البصريين اسم للمكان وزعم الفراء (٣) : إنه يجيز في المصدر الكسر.
__________________
(١) انظر معاني الفراء ٣ / ٢٠٩ ، وتيسير الداني ١٧٦.
(٢) انظر مختصر ابن خالويه ١٦ ، والبحر المحيط ٨ / ٣٧٧.
(٣) انظر معاني الفراء ٣ / ٢١٠.