فقط ، وفسّروا قوله سبحانه وتعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ) يعني ما حصّلتم خلال الحرب.
هذه خلاصة أقوال الفريقين في الخمس وقد كتب علماء الفريقين عدة مقالات في المسألة.
ولست أدري كيف أقنع نفسي أو غيري بآراء أهل السنة التي اعتمدت على ما أظن أقوال الحكام من بني أمية وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان الذي استأثر بأموال المسلمين وخص نفسه وحاشيته بكل صفراء وبيضاء.
فلا غرابة في تأويلهم لآية الخمس على أنها خاصة بدار الحرب لأن سياق الآية الكريمة جاء ضمن آيات الحرب والقتال ، وكم لهم من تأويل للآيات على سياق ما قبلها أو ما بعدها.
فهم يؤولون مثلاً أية إذهاب الرجس والتطهير على أنها خاصة بنساء النبي لأن ما قبلها وما بعدها يتكلم عن نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
كما يؤولون قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) على أنها خاصة في أهل الكتاب.
وقصة أبي ذر الغفاري رضي الله عنه مع معاوية وعثمان بن عفان ونفيه إلى الربذة من أجل ذلك مشهورة. إذ أنه عاب عليهم كنزهم الذهب والفضة وكان يحتج بهذه الآية عليهم ولكن عثمان استشار كعب الأحبار عنها فقال له بأنها خاصة بأهل الكتاب ، فشتمه أبو ذر الغفاري وقال له : ثكلتك أمك يا ابن اليهودية أو تعلمنا ديننا؟ فغضب لذلك عثمان ، ثمّ نفاه إلى الربذة بعد ما تعاظم انزعاجه منه فمات هناك وحيداً طريداً لم تجد ابنته حتى من يغسله ويكفنه.
وأهل السنة والجماعة لهم في تأويل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فنّ معروف وفقه مشهور وذلك اقتداء بما تأوله الخلفاء الأولون والصحابة المشهورة