غنيمة.
وبما أخرجه البخاري في صحيحه يتبين لنا أن الخمس لا يختص بغنائم الحرب.
فرأي الشيعة يبقى دائماً مصداق الحقيقة التي لا تناقض فيها ولا إختلاف وذلك لأنهم يرجعون في كل أحكامهم وعقائدهم إلى أئمة الهدى الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، والذين هم عدل الكتاب لا يضل من تمسك بهم ويأمن من يلجأ إليهم.
على أنه لا يمكن لنا أن نعتمد على الحروب لإقامة دولة الإسلام ، وذلك يخالف سماحة الإسلام ودعوته للسلم فالإسلام ليس دولة استعمارية تقوم على استغلال الشعوب ونهب خيراتها وهو ما يحاول الغربيون إلصاقه بنا عند ما يتكلمون عن نبي الإسلام بكل ازدراء ويقولون بأنه توسع بالقوة والقهر وبالسيف لاستغلال الشعوب.
وبما أن المال هو عصب الحياة ، وخصوصاً إذا كانت نظرية الاقتصاد الإسلامي تقتضي إيجاد ما يسمى اليوم بالضمان الاجتماعي لتضمن للمعوزين والعاجزين معاشهم بكرامة وشهامة.
فلا يمكن لدولة الإسلام أن تعتمد على ما يخرجه أهل السنة والجماعة من الزكاة وهي تمثل في أحسن الأحوال اثنين ونصف بالمائة وهي نسبة ضعيفة لا تقوم بحاجة الدولة من إعداد القوة ومن بناء المدارس والمستشفيات وتعبيد الطرقات فضلاً عن أن تضمن لكل فرد دخلاً يكفي معاشه ويضمن حياته ، كما لا يمكن لدولة الإسلام أن تعتمد على الحروب الدامية وقتال الناس لتضمن بقاءها وتطور مؤسساتها على حساب المقتولين الذين لم يرغبوا في الإسلام.
فأئمة أهل البيت سلام الله عليهم كانوا أعلم بمقاصد القرآن ، كيف لا وهم ترجمانه ، وكانوا يرسمون للدولة الإسلامية معالم الاقتصاد ، ومعالم الاجتماع ، لو كان لهم رأي يطاع.