عليه وآله وسلم ، فعلينا أن نعرف مدى هذا الحب المطلوب من المسلمين حتى نعرف إن كان هناك غلو كما يزعمون.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» (١).
وعلى هذا الأساس فلا بد ان يحب المسلم علياً وأولاده الأئمة الطاهرين أكثر من الناس أجمعين بما في ذلك الأهل والأولاد ولا يتم الإيمان إلا بذلك لأن رسول الله قال : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه .. الحديث.
فالشيعة إذن لا يغالون وإنما يعطون كل ذي حق حقه وقد أمرهم رسول الله أن ينزلوا علياً بمنزلة الرأس من الجسد وبمنزلة العينين من الرأس فهل هناك من الناس من يتنازل عن عينيه أو عن رأسه؟
ولكن في المقابل هناك مغالات عند أهل السنة والجماعة في حب الصحابة وتقديسهم في غير محله ، وإنما يبدوا رد فعل على الشيعة الذين لم يقولوا بعدالة الصحابة أجمعين فكان الأمويون يرفعون من شأن الصحابة ويحطون من قيمة وشأن أهل البيت النبوي حتى إذا صلوا على محمد وآله أضافوا إليهم ، وعلى أصحابه أجمعين لأن في الصلاة على أهل البيت فضل لم يسبقه سابق ولا يلحقه لاحق فأرادوا ان يرفعوا الصحابة إلى تلك الدرجة العلية وغفلوا عن أن الله سبحانه أمر المسلمين وعلى رأسهم الصحابة أجمعين أن يصلوا على محمد وعلي وفاطمة والحسنين ومن لم يصل عليهم فصلاته مردودة لا يقبلها الله إذا اقتصرت على محمد وحده كما هو ثابت في صحيح البخاري ومسلم.
وإذا قلنا بأنه غلو في الصحابة ذلك لأن أهل السنة يتعدون حدود المنطق
__________________
(١) صحيح البخاري ج ١ ص ٩ (باب حب الرسول من الإيمان)
صحيح مسلم ج ١ ص ٤٩ (باب وجوب محبة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين) وكذلك في صحيح الترمذي