وترجع تلك الشهرة الى مجموعة اسباب يأتي في مقدمتها انتساب الكتاب الى شيخ الاسلام ابن تيمية الحراني المتكلّم والمصلح والمجدد ، صاحب التصانيف الكثيرة حتى نقل الذهبي أن مصنفاته بلغت خمسمائة مجلد ، وفي قول آخر للذهبي : جمعت مصنفات شيخ الاسلام تقي الدين احمد بن تيمية فوجدته الف مصنف (١).
وانما ارجعنا السبب الى مؤلف الكتاب دون محتواه ، باعتبار ان المؤلفات في مجال نقد الأفكار تخضع لشرائط مضافة الى الشرائط التي يجب توفرها في الدراسات بشكل عام ، وقد يذكر لذلك مجموعة اشياء منها الوضوح التام لمعالم الفكرة التي يراد نقدها ، استناداً إلى مصادرها المعتمدة والحديثة ، وتحري الامانة والموضوعية في استخلاص النتائج منها ، والحاكم في كل ذلك روح الادب الرفيع في مناقشة الآراء بعيداً عن التشنج والتوسل بالسباب والشتائم ، ويأتي فوق كل ذلك التجرد عن العصبية والميل نحو مذهب ما على حساب الحقيقة والتاريخ.
وانك لتشعر بالغرابة والذهول عند تصفحك لمنهاج السنة ، إذ لا تجد شيئاً من ذلك بل تجد العكس ماثلاً أمامك ، فعند البحث عن
__________________
(١) العقود الدرية : ٢٥ ، فوات الوفيات لابن شاكر ١ : ٦٩ ، جلاء العينين في محاكمة الاحمدين : ٧.